لأنه رجل ...و.هي امرأة
ايمان ليلا - 2012-01-30
ايمان ليلا - 2012-01-30
عبارة عندما تذكر كأنهم يقولون لأنه قوي وهي ضعيفة ..
(س)فتاة بعمر الورد أنهت دراستها الجامعية و التحقت بالوظيفة ، صبية تضج بالحياة لها أحلامها وطموحها ولكن جميعنا لا نحقق إلا ما كتبه لنا القدر ، تعرضت لحادث أليم أقعدها عن الحركة وأصبحت تنقلاتها محدودة من خلال كرسي متحرك ، لكن صاحب الطموح و الإرادة لا يكف ولا يهدأ ، لم تستسلم للمرض مادامت تملك أعضاء سليمة وعقل متزن ، انتسبت إلى إحدى الجمعيات التي تضم مجموعة من المعاقين أو ما يسمى بالغة الدارجة عليهم (ذوي الاحتياجات الخاصة) ، هناك مارست بعض النشاطات التي تناسب ميولها الأنثوي كالأعمال اليدوية واللغة بالإضافة إلى دورات الحاسوب ، أصبح لها عالمها الجديد...وكونت صداقات جميلة مع زملائها في الجمعية ، كانت تضم عدد من الشبان و الشابات من معاقين و غير معاقين أيضاً .
-إلا أن هناك موضوع لفت انتباههالاحظت أن أكثر صديقاتها عازبات بالرغم من أن أمراضهن كانت أقل منها أو مثلها ويقابلها عدد من الشبان المتزوجين .. بالرغم من معاناتهم الصحية .
ـ هاهو السيد {ز}يعاني من شلل أطفال ..استطاع أن يرتبط بفتاة أحلامه التي اجتمع بها من خلال الوظيفة ... وزوجته صبية جميلة تتمتع بصحة جيدة تحبه و تحترمه , وراضية به ورزقا بطفلين .
ـ أما السيد {هـ} لم يكن وضعه أفضل من السيد {ز} أصيب بحادث منذ صغره أثر على حركة يده و قليلاً في مشيته , تعرف إلى السيدة {ن} في إحدى الندوات الثقافية و ارتبط بها .
والسيدة {ن} جميلة , مثقفة و جامعية ,أصيبت منذ الطفولة بالجنف إلا أن ذلك لم يؤثر على علمها و عملها و إنجابها لعروس جميلة .
ـ أما الحالة الثالثة التي لفتت انتباهها , حضور شاب وسيم وأنيق , نشيط بأعماله وثقافته ولكن الذي لفت نظر الآنسة {س}مرافقة شابة له دائما ً ,هي عضو في هذا النادي ,لكن تلازمه دائماً , تمسك بيده ,أينما ذهب , لقد أثر في نفسها , لأنها علمت أنه كفيف ، وهذه الفتاة هي عينيه التي يرى بهما ,ورفيقة دربه .
ـ أما السيد{ع } كانت مشكلته مثل الآنسة{س}رفيق كرسي متحرك , تخرج من الجامعة وتوظف , وتعرض لحادث سير , مما أقعده في هذه الكرسي متزوج من قريبة له .
كل هذا جعلها تتساءل لماذا ...؟
هؤلاء الفتيات الجميلات .... يتمتعن بخلق ودين وثقافة , وأغلبهن درسن في الجامعة , ولم يجدن شريك حياتهن ألا يحق لهن أن يمارسن حياتهن بشكل طبيعي .
وأحست {س} أنها في طريقها لأن تنضم إلى جمعية تلك الفتيات ,ليس العملية فهي عضوة بهذه الجمعية ,إنما جمعية تلك الفتيات اللواتي لا نعلم من الذي رفضهن ...
الرجل أم المجتمع أم حكم القدر عليهن ؟! و لا سيما بعد أن علمت قصص على النقيض تماما ً.
من قصص هؤلاء الشبان التي تبعث بالتفاؤل ولا تجد بها إلا الحق وكل الحق ... كل واحدة منهن تطوي بين جناحيها قصة مؤلمة .
أخبرتها صديقتها { ه } التي أصيب بشلل أطفال ..شابة في 29 من عمرها , جذابة أنيقة , تعرضت للخطوبة ثلاث مرات . وكل مرة تبوء بالفشل , والسبب في المرة الأولى أن الشاب بعد أن أحبها وكان يؤكد لها كل مرة أنه أحبها كما هي . ووجد بها فتاة أحلامه , لاحظت تغيره مرة إثر مرة ...وعندما سألته , حاول أن يتكلم كثيرا ً...ويتكلم ...فهمت منه أنه يريد التراجع , ويخجل أن يمشي مع امرأة مثلها ... أعادت له الخاتم لم يتردد , بأخذه.
وفي المرة الثانية : كان صادقاً وهدفه واضح ولكن كلما زارت عائلته ، سمعت منهم تلميحات ، ورأت منهم غمزاً ، ولن ترَ منه ردة فعل تمنع هذه التحركات والكلمات ، فأنهت الموضوع .
أما المرة الثالثة : وكانت المفاجأة ، بعد ارتباطها بالشاب أحست أن هذه المرة لا مانع ولا مبرر لأي شيء .
لاحظت عدم موافقة أهلها وتخوفهم ، ولاسيما الأقارب وتلميحاتهم ألم تتوب ،غدا ً يغير رأيه ويتركها أو يتزوج عليها .. وإذا أحبت الارتباط عليها أن تأخذ شاب له عنده إعاقة ليكون هناك توافق بالطرفين...كثرة الصراعات جعلتها تنهي الموضوع .
أما السيدة {م}لم تنقص قصتها حزنا ً وألما عن الآنسة {ه} وعندما روت لها الحكاية اعترضت واعترضت لا تعلم بوجه من تصرخ ... إلى من تلجأ .
- قالت لها السيدة {م} وتبلغ من العمر 35 سنة .
قصتي تبدأ من بعيد... أنهيت دراستي الجامعية ومارست مهنة التدريس وتعرف إلي مدرس ، اتفقنا أن نكافح في هذه الحياة ونعيش على الحلوة والمرة ، فرش لي الطريق بالورد ... وباتفاق الأهل والزواج ، تزوجنا كنت له حبيبة وصديقة وزوجة صالحة .
شهر إثر شهر ومرة أثناء عملي في المنزل ... سقطت عن {السلم } .
فتعرضت لكسر في فقرات الظهر .. مما أدى إلى ما ترينه اليوم { كانت أجمل من رأيت على الكرسي المتحرك} .
هنا ازداد فضول الآنسة {ٍس} وعلقت من المؤكد كان يعاني معك ويتألم معك ...
أجابتها لا.. عندما ذهبت إلى المستشفى وعلم من الأطباء ما هو الوضع حاول أن يتقبل الموضوع ، لكنه رآه كبير جداً ، وصعب ،وحاول أهله أن يخففون عليه بوعده بزواجه من أخرى ...!
عندما خرجت من المستشفى عدت إلى بيت أهلي لأن الوضع لم يلائم أكثر .. يوم بعد يوم ، قلة زيارته لي إلى أن غاب وأرسل لي ورقة طلاقي ، أنهى بها كل الوعد بيننا . لازمت المرض في بيت أهلي ، وعدت إليهم مريضة ومطلقة ، والناس لا يرحمون أحد بألسنهم الجارحة ، كان رأي أغلبهم حتى بعض الأقارب أنه تصرف طبيعي .
لم أعد أصلح زوجة ... ولم يكن سوى أهلي كرماء معي ، حاولوا أن يخففوا عني ، ويتقبلوا الموضوع وكأننا ارتكبتا ذنباً ، عانيت فترة حتى تعايشت مع وضعي الراهن ... ولولا إرادتي ووضعت أمام عيني أن اقبل الحياة الجديدة كما هي ، لما وجدتني اليوم هنا ، أمارس الأعمال اليدوية ، تملأ فراغي ، وتعينني ببعض المال ، بعد هذه القصة لم يعد للآنسة {س} أن تسمع أي قصة .
قد تظنون أنه مبالغ بها ..لا .. إن بحثنا سنجد كثيرات مثل السيدة {م} والآنسة {ه } .
ولعدم التحيز : قد نجد شبان يعانون بمن لا يرضى بهم ، ولكن قلائل ... وقلائل جدا ً .بالوقت الذي نجد فيه أن رجلا ً لا تنقص أهميته عن المرأة بل وأكثر . لماذا لم يكن حظ السيدة {م} مثل السيد {ع} الذي يعاني نفس حالتها ، ولم يكن حظ الآنسة { ه} مثل أي شاب ذكرناه ، من المسؤول عن كسر خواطر هؤلاء السيدات ، وإلى متى سنبقى نقول لأنه رجل وهي امرأة ، ألم يحثنا القرآن الكريم على العدل والمساواة ، ألم يأمرنا بالإحسان بقوله عز وجل { وما جزاء الإحسان إلا الإحسان } .
هل المرأة تتقن الإحسان والرجل لا يستطيع ، وكذلك بالآية الكريمة يثبت {لهن مثل الذي عليهم بالمعروف }.وقوله صلى الله عليه وسلم {يعجبها منه ما يعجبه منها } . أيضا ً المرأة تحب صفات معينة في الرجل .
وإذا حاولنا في قصة السيدة {م} قلب الأدوار ، فأصيب بما أصيبت به،هل كان عدلاً أن تتركه ؟!
- هل سينصفها المجتمع بتصرفها ؟! هل تملك الحق بذلك ؟
لا يوجد قانون أو شريعة تمنع الزواج من امرأة تعاني من مشكلة صحية وإلا كان القانون والشرع عندما سمح للرجل بالزواج غير عادل وهذا مستحيل .
وبالرغم من الندوات التي عرضت في محطات كثيرة تدرس حالات وسعادة الأزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة والمسلسلات التي تلمح إلى هذه المواضيع واعتبارها أمور طبيعية لا تدعو إلى الغرابة ، لكن ما الفائدة إذا وجدوا سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة متزوجة برجل غير معاق، كانت هناك علامات استفهام أو حتى اعتراضات .ولا ينظرون هذه النظرة عندما يرون العكس لأنه رجل يحق له ما لا يحق للمرأة
تعليق