منذ طفولتي والناس حولي يطلقون علي صفة ( الحساس ) ومنهم من يعتبرها احدى ميزاتي فيغبطني عليها ، ومنهم من يعتبرها احدى سيئاتي ويتجنبني لأجلها .
هل تريد صديقي ان اشرح لك معنى الحساس كما افهمه ؟
نقول عن انسان : انه مصاب بحساسية في الانف ، بمعنى انه اذا تعرض الى روائح وغبار يتحمله العاديون فإنه لا يتحمل ذلك ويصرخ بعطسات متتالية .
وأما النفس الحساسة فهي النفس التي يبدو أنها قليلة التحمل لكثير من الأقوال والأفعال والصور .
ومن ثم فهي ترتكس لأشياء قد يراها الآخرون طبيعية ولا تحتاج لأي ردة فعل .
الشخص الحساس هو الذي ينفطر قلبه لمنظر طفل ترتجف ذقنه من البرد ،وكست قطع من القماش المزق أماكن متفرقة من جسده .
الحساس هو الذي تجول الدموع في عينيه عند رؤيته عينين مغرورقتين بالدموع تحاولان جاهدتان الاحتفاظ بمائهما ومنعه من الخروج . وإلا تحول إلى لآلئ تتدحرج على الخدين .
الحساس هو الذي يتألم لخيانة الاصحاب مع انها ممارسة يومية ، يتألم لقصص عقوق الوالدين ، يتألم لمناظر التشرد والقصف الوحشي للأبرياء كما يتألم من منظر البطون المنتفخة من الجوع لكثرة الوذمات فيها ، ومن منظر الأيدي المقطوعة والأرجل المشوهة التي عبث بها ظالم في وقت فراغه .
الحساس هو الذي تنهمر دموعه مدراراً لرؤية وداع ابن او عروس او تألم مريض .
الحساس هو الذي يشعر بالنعم التي تأتيه ويقدرها قدرها ، لذلك تراه كثير الشكر لله تعالى على نعمه التي غمره بها .كما انه كثير الشكر للناس على معروفهم وأفضالهم .
الحساس هو الذي إذا اقترف ذنباً أو قصر في واجب ملأت الغصة قلبه ، وسارع إلى بارئه يطلب منه العفو والمدد.
الحساسون هم الذين يتألمون ويعانون من كل كلمة باردة ، أو جملة انعدم الذوق فيها ، أو قلة احترام دون مبرر أو لا مبالاة موجعة .
وماذا يفعلون ؟؟
هل يستطيعون أن يعيشون بمعزل عن المجتمع الذي أصبح يطلق كلماته دون حساب ، وويتخذ مواقفه دون تفكير بمبدأ أو حق ؟؟
لا ..
إذن عليهم أن يعيشوا في هذا المجتمع ، وعليهم أن يتألموا ويصبروا على ألمهم وربما كانت هذه الحساسية سبباً في تحول حاملها إلى طريق إسعاد الآخرين ، لأنه يعرف قيمة الألم والمعاناة ، فيحنو على المريض ، ويطعم الفقير ، ويمسح على رأس اليتيم .
وكلما زادت الدنيا فوضى ، وكثر الخروج عن الأدب والدين ، ازدادت معاناة هؤلاء الحساسين ، لزيادة تلوث الجو المحيط بهم ، وارتفاع نسب السموم فيه ، وليس لنا إلا ان ندعو لهم بأن تكون معاناتهم ارتقاء لنفوسهم في الدنيا ، ورفعة لدرجاتهم في الآخرة .
هل تريد صديقي ان اشرح لك معنى الحساس كما افهمه ؟
نقول عن انسان : انه مصاب بحساسية في الانف ، بمعنى انه اذا تعرض الى روائح وغبار يتحمله العاديون فإنه لا يتحمل ذلك ويصرخ بعطسات متتالية .
وأما النفس الحساسة فهي النفس التي يبدو أنها قليلة التحمل لكثير من الأقوال والأفعال والصور .
ومن ثم فهي ترتكس لأشياء قد يراها الآخرون طبيعية ولا تحتاج لأي ردة فعل .
الشخص الحساس هو الذي ينفطر قلبه لمنظر طفل ترتجف ذقنه من البرد ،وكست قطع من القماش المزق أماكن متفرقة من جسده .
الحساس هو الذي تجول الدموع في عينيه عند رؤيته عينين مغرورقتين بالدموع تحاولان جاهدتان الاحتفاظ بمائهما ومنعه من الخروج . وإلا تحول إلى لآلئ تتدحرج على الخدين .
الحساس هو الذي يتألم لخيانة الاصحاب مع انها ممارسة يومية ، يتألم لقصص عقوق الوالدين ، يتألم لمناظر التشرد والقصف الوحشي للأبرياء كما يتألم من منظر البطون المنتفخة من الجوع لكثرة الوذمات فيها ، ومن منظر الأيدي المقطوعة والأرجل المشوهة التي عبث بها ظالم في وقت فراغه .
الحساس هو الذي تنهمر دموعه مدراراً لرؤية وداع ابن او عروس او تألم مريض .
الحساس هو الذي يشعر بالنعم التي تأتيه ويقدرها قدرها ، لذلك تراه كثير الشكر لله تعالى على نعمه التي غمره بها .كما انه كثير الشكر للناس على معروفهم وأفضالهم .
الحساس هو الذي إذا اقترف ذنباً أو قصر في واجب ملأت الغصة قلبه ، وسارع إلى بارئه يطلب منه العفو والمدد.
الحساسون هم الذين يتألمون ويعانون من كل كلمة باردة ، أو جملة انعدم الذوق فيها ، أو قلة احترام دون مبرر أو لا مبالاة موجعة .
وماذا يفعلون ؟؟
هل يستطيعون أن يعيشون بمعزل عن المجتمع الذي أصبح يطلق كلماته دون حساب ، وويتخذ مواقفه دون تفكير بمبدأ أو حق ؟؟
لا ..
إذن عليهم أن يعيشوا في هذا المجتمع ، وعليهم أن يتألموا ويصبروا على ألمهم وربما كانت هذه الحساسية سبباً في تحول حاملها إلى طريق إسعاد الآخرين ، لأنه يعرف قيمة الألم والمعاناة ، فيحنو على المريض ، ويطعم الفقير ، ويمسح على رأس اليتيم .
وكلما زادت الدنيا فوضى ، وكثر الخروج عن الأدب والدين ، ازدادت معاناة هؤلاء الحساسين ، لزيادة تلوث الجو المحيط بهم ، وارتفاع نسب السموم فيه ، وليس لنا إلا ان ندعو لهم بأن تكون معاناتهم ارتقاء لنفوسهم في الدنيا ، ورفعة لدرجاتهم في الآخرة .
***************************
كتبته لكم مما قرأته في كتاب :
( من القلب إلى القلب )
مجموعة خواطر للدكتور / سامر سقا أميني
نور
( من القلب إلى القلب )
مجموعة خواطر للدكتور / سامر سقا أميني
نور
تعليق