إذا كان الجنس من أحد الحاجات الأساسية التي تروي الجسد فان الحب هو من أهم الحاجات
الأساسية التي تروي الروح , ويترنح الحب بين أوجه عديدة من وجوهه , فتارة يميل إلى الحاجة بمختلف أشكالها من حاجة جسدية إلى معنوية إلى إنسانية ....الخ ,
وأخرى يميل إلى الامتلاك والخصوصية ومرة يميل لتغذية روحية تسمو بالإنسان لمصاف الملائكة , ومرة تهبط به إلى دونية قصوى تؤدي إلى فشل في نيل المرتبة الإنسانية , بالتالي كل الوجوه تندرج تحت قائمة الحب , ويعبر الناس عن ميلهم تجاه الجنس الآخر بمختلف الأساليب وللمرأة دور أساسي في دفع الطرف الآخر للبوح بمكنوناته .
ولكن هل يستطيع المعوق بشكل عام إذا أحب أن يعبر عن حبه ؟ وهل تجرؤ المرأة المعوقة بشكل خاص على أن تحب وتعبر ؟؟
إن المرأة العربية بشكل عام تنتظر الرجل ليصارحها بالحب أولا فكبرياؤها الأنثوي يمنعها من البوح بمشاعرها إلا أنها تفعل بطرق غير مباشرة بلغة العيون أو الابتسامات المغرية أو الاهتمام المباشر وما إلى ذلك من فنون
إلا أن المرأة المعوقة قد ترى الاهتمام والتودد والتقرب من احدهم ممن لا يجرؤ هو على البوح بمشاعره نظرا لوضعها الصحي , وأنا أعني الإعاقة الحركية لأنه ما من رجل تتحرك مشاعره تجاه امرأة معاقة ذهنيا , أعود وأقول قد يتقرب هذا الرجل من امرأة ما معوقة فتهرب هي من هذا الواقع وتحاول أن تقنع نفسها أنه ليس حبا , هو مجرد اهتمام إنساني نفتح صفحات دراسة لنتساءل لماذا ؟؟
بالدرجة الأولى للمجتمعات عموما وللمجتمع العربي خصوصا مقاييس للجمال وللزواج , أولها درجة جمال المرأة وخاصة قوامها فمن تملك القوام الرشيق والطويل والخالي من العيوب الجمالية هي المرشحة أولا للحب والزواج
وإذا كان هذا هو المقياس الأول للحب والزواج فكيف تستطيع امرأة لديها أي نوع من أنواع الإعاقة الجسدية أن تفكر بأنها قد تحب و’تحب ؟ إنها طبعا تمنع نفسها من الحب , ولكنها تحلم به ضمنيا وفي خيالها
إذا كان الحب إحساس ومشاعر ورهافة روح فما الذي يمنع المرأة المعوقة منه وهل إعاقتها الجسدية تطال لتشمل إحساسها أي هل هي معاقة جسديا أم حسيا ؟؟
طبعا أنا أتحدث عن المرأة المعاقة لأنها أكثر تأذيا بإعاقتها من الرجل ولو أنه هو أيضا قد يعاني من عقدة النقص ويحاول أن يكون حريصا وحذرا في التعبير عن مشاعره.
إن عقدة النقص هذه هي في المجتمع وليست عند ذوي الإعاقة , إنه لو حدث وأحب شاب ما سليم جسديا فتاة معاقة فإنه سيواجه أعتى أنواع الرفض من قبل أهله أولا وأصحابه ومجتمعه ثانيا , كيف سيقبل الأهل أن يتزوج ابنهم امرأة معوقة ؟
قد يوافقون على زواجه من امرأة قبيحة أو جميلة دون السؤال عن أخلاقها أو غير ذلك إلا أنهم من المستحيل أن يوافقوا على امرأة معاقة , وقلما نرى في المجتمع قصص ناجحة تتجاوز حدود المعروف وتنطلق ضمن الواقع الإنساني والحسي , ورغم الوجود القليل لمثل هذه القصص إلا أنها تعطي صورة حقيقية عن نجاح أثبت وجوده في حالات عديدة
إن فلانا من الناس حين أحب امرأة مكفوفة وجامعية ولها وجودها في الحياة أقام أهله شبه حرب ضده بأن كيف ستتحرك وكيف ستنجب وإن أنجبت كيف ستتعامل مع الطفل والخ من الكيف الغير منطقي بالنسبة لمجتمع يرى بعينيه لا بقلبه , ولكن الشاب تمسك بموقفه وأخذ قراره بناء على حريته الشخصية ومسؤوليته تجاه هذه الحرية وهكذا تزوج بفتاته المكفوفة ويعيشان حياة تغمرها السعادة وأنجبا طفلين رائعين وصمت الأهل بعد فورة الغضب تلك
ولكن كم من مثيل لهذا الشاب ؟ تحضرني قصة أخرى ( وما أكثر القصص ) عن شاب أحب فتاة معاقة حركيا وأرادها زوجة ولكن أهله طبعا أكيد لهم نفس رد الفعل المعروف , رفضوا وأول كلمة تقال له حينها لماذا ماذا ينقصك ؟ يد أم رجل ؟.
وهنا نرى تقزيم النقصان في المجتمع أي أن النقصان لا يكون إلا بعضو من أعضاء الجسم الظاهرة
وطبعا فشل هذا الحب مبدئيا لأن الشخص تزوج بأخرى وأنجب منها وبعد مرور زمن شاء القدر وتوفيت زوجته وعاد لحبه الأول فتزوجها أي إلى تلك المرأة المعوقة حركيا والتي رفضها المجتمع أن تكون زوجة
ولو تقربنا من ذوي الإعاقات ولمسنا لديهم المشاعر والأحاسيس فسنجدها مجروحة ومقولبة ضمن قالب لا يمكن فك الحصار عنه , فبأي حق يمنع المجتمع ما يريده الفرد واستخدامه حريته الشخصية ؟ وإذا ما فائدة وجود حرية شخصية ولا سيما بأنها لا تسيء للآخرين بشيء
نعود لمشاعر الأنثى المعوقة تقول إحداهن أنا لا أجرؤ أن أحب , كيف أفعل وأنا أعرف النتيجة ؟ هل أضحك على نفسي ؟ وتقول أخرى أنا لا أريد شابا أهله لا يرون سوى إعاقتي , إنهم لا يبحثون عن مؤهلاتي وطريقة تفكيري وأخلاقي إنهم فقط سينظرون لإعاقتي ولذلك أنا أرفض كل الحب ( والسؤال هل يستطيع إنسان كامل المشاعر والأحاسيس أن يعيش بدون حب )
يختلف الأمر بالنسبة للشاب المعوق لأنه أقدر على تجاوز مشكلته إلى حد ما وطبعا للمجتمع مقاييسه التي لا يتجاوزها , إن الفتاة التي تقبل بزوج معوق هي على الأغلب إما كبيرة في السن قليلا أو فقيرة لدرجة كبيرة أو أي شيء من هذا القبيل مما يجعل هذا الزواج مشرعا بنظر المجتمع وقليلة القصص التي تثبت عكس ذلك
حتى أن الشاب المعوق يتعلم أن يكون حذرا وخائفا من التعبير عن مشاعره فيما لو أحب فتاة سليمة جسديا وهو أكثر جرأة في طلب فتاة معوقة, وهذه أيضا قصة أخرى وبحث آخر حول زواج المعوق من معوقة
ونعود للتساؤل لماذا تحول المرأة المعوقة أي نوع من أنواع الغزل أو التقرب والتودد ومظاهر الحب إلى حالة طبيعية إنسانية بعيدة عن الحب الحقيقي , هل لأنها لا تجد نفسها أهلا للحب أم لأنها مؤمنة بمقاييس المجتمع ولا تريد التورط بمأساة نفسية أم لعدم الثقة بشاب هو أصلا تربية مجتمع كهذا ؟؟
وكيف نستطيع أن نعلمها أنها امرأة أي أنثى حقيقية لها مشاعر وحقوق وأنها هي أيضا يجب أن تبدأ بتكسير قيود الجمود الروحي والمجتمعي
ننظر لهذه المسائل بكثير من الحيرة وبقليل من الإنسانية فلا نرى إلا أشباح الجهل
تكثر القصص وتكثر تشوهات المجتمع لتطال أرواحنا فهل من مغيث ؟؟؟
منقول.....
الأساسية التي تروي الروح , ويترنح الحب بين أوجه عديدة من وجوهه , فتارة يميل إلى الحاجة بمختلف أشكالها من حاجة جسدية إلى معنوية إلى إنسانية ....الخ ,
وأخرى يميل إلى الامتلاك والخصوصية ومرة يميل لتغذية روحية تسمو بالإنسان لمصاف الملائكة , ومرة تهبط به إلى دونية قصوى تؤدي إلى فشل في نيل المرتبة الإنسانية , بالتالي كل الوجوه تندرج تحت قائمة الحب , ويعبر الناس عن ميلهم تجاه الجنس الآخر بمختلف الأساليب وللمرأة دور أساسي في دفع الطرف الآخر للبوح بمكنوناته .
ولكن هل يستطيع المعوق بشكل عام إذا أحب أن يعبر عن حبه ؟ وهل تجرؤ المرأة المعوقة بشكل خاص على أن تحب وتعبر ؟؟
إن المرأة العربية بشكل عام تنتظر الرجل ليصارحها بالحب أولا فكبرياؤها الأنثوي يمنعها من البوح بمشاعرها إلا أنها تفعل بطرق غير مباشرة بلغة العيون أو الابتسامات المغرية أو الاهتمام المباشر وما إلى ذلك من فنون
إلا أن المرأة المعوقة قد ترى الاهتمام والتودد والتقرب من احدهم ممن لا يجرؤ هو على البوح بمشاعره نظرا لوضعها الصحي , وأنا أعني الإعاقة الحركية لأنه ما من رجل تتحرك مشاعره تجاه امرأة معاقة ذهنيا , أعود وأقول قد يتقرب هذا الرجل من امرأة ما معوقة فتهرب هي من هذا الواقع وتحاول أن تقنع نفسها أنه ليس حبا , هو مجرد اهتمام إنساني نفتح صفحات دراسة لنتساءل لماذا ؟؟
بالدرجة الأولى للمجتمعات عموما وللمجتمع العربي خصوصا مقاييس للجمال وللزواج , أولها درجة جمال المرأة وخاصة قوامها فمن تملك القوام الرشيق والطويل والخالي من العيوب الجمالية هي المرشحة أولا للحب والزواج
وإذا كان هذا هو المقياس الأول للحب والزواج فكيف تستطيع امرأة لديها أي نوع من أنواع الإعاقة الجسدية أن تفكر بأنها قد تحب و’تحب ؟ إنها طبعا تمنع نفسها من الحب , ولكنها تحلم به ضمنيا وفي خيالها
إذا كان الحب إحساس ومشاعر ورهافة روح فما الذي يمنع المرأة المعوقة منه وهل إعاقتها الجسدية تطال لتشمل إحساسها أي هل هي معاقة جسديا أم حسيا ؟؟
طبعا أنا أتحدث عن المرأة المعاقة لأنها أكثر تأذيا بإعاقتها من الرجل ولو أنه هو أيضا قد يعاني من عقدة النقص ويحاول أن يكون حريصا وحذرا في التعبير عن مشاعره.
إن عقدة النقص هذه هي في المجتمع وليست عند ذوي الإعاقة , إنه لو حدث وأحب شاب ما سليم جسديا فتاة معاقة فإنه سيواجه أعتى أنواع الرفض من قبل أهله أولا وأصحابه ومجتمعه ثانيا , كيف سيقبل الأهل أن يتزوج ابنهم امرأة معوقة ؟
قد يوافقون على زواجه من امرأة قبيحة أو جميلة دون السؤال عن أخلاقها أو غير ذلك إلا أنهم من المستحيل أن يوافقوا على امرأة معاقة , وقلما نرى في المجتمع قصص ناجحة تتجاوز حدود المعروف وتنطلق ضمن الواقع الإنساني والحسي , ورغم الوجود القليل لمثل هذه القصص إلا أنها تعطي صورة حقيقية عن نجاح أثبت وجوده في حالات عديدة
إن فلانا من الناس حين أحب امرأة مكفوفة وجامعية ولها وجودها في الحياة أقام أهله شبه حرب ضده بأن كيف ستتحرك وكيف ستنجب وإن أنجبت كيف ستتعامل مع الطفل والخ من الكيف الغير منطقي بالنسبة لمجتمع يرى بعينيه لا بقلبه , ولكن الشاب تمسك بموقفه وأخذ قراره بناء على حريته الشخصية ومسؤوليته تجاه هذه الحرية وهكذا تزوج بفتاته المكفوفة ويعيشان حياة تغمرها السعادة وأنجبا طفلين رائعين وصمت الأهل بعد فورة الغضب تلك
ولكن كم من مثيل لهذا الشاب ؟ تحضرني قصة أخرى ( وما أكثر القصص ) عن شاب أحب فتاة معاقة حركيا وأرادها زوجة ولكن أهله طبعا أكيد لهم نفس رد الفعل المعروف , رفضوا وأول كلمة تقال له حينها لماذا ماذا ينقصك ؟ يد أم رجل ؟.
وهنا نرى تقزيم النقصان في المجتمع أي أن النقصان لا يكون إلا بعضو من أعضاء الجسم الظاهرة
وطبعا فشل هذا الحب مبدئيا لأن الشخص تزوج بأخرى وأنجب منها وبعد مرور زمن شاء القدر وتوفيت زوجته وعاد لحبه الأول فتزوجها أي إلى تلك المرأة المعوقة حركيا والتي رفضها المجتمع أن تكون زوجة
ولو تقربنا من ذوي الإعاقات ولمسنا لديهم المشاعر والأحاسيس فسنجدها مجروحة ومقولبة ضمن قالب لا يمكن فك الحصار عنه , فبأي حق يمنع المجتمع ما يريده الفرد واستخدامه حريته الشخصية ؟ وإذا ما فائدة وجود حرية شخصية ولا سيما بأنها لا تسيء للآخرين بشيء
نعود لمشاعر الأنثى المعوقة تقول إحداهن أنا لا أجرؤ أن أحب , كيف أفعل وأنا أعرف النتيجة ؟ هل أضحك على نفسي ؟ وتقول أخرى أنا لا أريد شابا أهله لا يرون سوى إعاقتي , إنهم لا يبحثون عن مؤهلاتي وطريقة تفكيري وأخلاقي إنهم فقط سينظرون لإعاقتي ولذلك أنا أرفض كل الحب ( والسؤال هل يستطيع إنسان كامل المشاعر والأحاسيس أن يعيش بدون حب )
يختلف الأمر بالنسبة للشاب المعوق لأنه أقدر على تجاوز مشكلته إلى حد ما وطبعا للمجتمع مقاييسه التي لا يتجاوزها , إن الفتاة التي تقبل بزوج معوق هي على الأغلب إما كبيرة في السن قليلا أو فقيرة لدرجة كبيرة أو أي شيء من هذا القبيل مما يجعل هذا الزواج مشرعا بنظر المجتمع وقليلة القصص التي تثبت عكس ذلك
حتى أن الشاب المعوق يتعلم أن يكون حذرا وخائفا من التعبير عن مشاعره فيما لو أحب فتاة سليمة جسديا وهو أكثر جرأة في طلب فتاة معوقة, وهذه أيضا قصة أخرى وبحث آخر حول زواج المعوق من معوقة
ونعود للتساؤل لماذا تحول المرأة المعوقة أي نوع من أنواع الغزل أو التقرب والتودد ومظاهر الحب إلى حالة طبيعية إنسانية بعيدة عن الحب الحقيقي , هل لأنها لا تجد نفسها أهلا للحب أم لأنها مؤمنة بمقاييس المجتمع ولا تريد التورط بمأساة نفسية أم لعدم الثقة بشاب هو أصلا تربية مجتمع كهذا ؟؟
وكيف نستطيع أن نعلمها أنها امرأة أي أنثى حقيقية لها مشاعر وحقوق وأنها هي أيضا يجب أن تبدأ بتكسير قيود الجمود الروحي والمجتمعي
ننظر لهذه المسائل بكثير من الحيرة وبقليل من الإنسانية فلا نرى إلا أشباح الجهل
تكثر القصص وتكثر تشوهات المجتمع لتطال أرواحنا فهل من مغيث ؟؟؟
منقول.....
تعليق