![](http://syria-news.com/pic/investigations/marriage_of_%20special_needs/1.jpg)
شريفة المسؤولة عن إعالة أهلها وتربية أشقائها الـ 11 ، وقع خيارها على رجل أصيب بالصمم نتيجة حمى أثرت على عصبه السمعي وهو في الخامسة من العمر ، واثار خيارها مخاوف الأهل والأصدقاء .
روت شريفة ما كانت تسمعه خلسة من أهلها " كانوا يقولون لا نستطيع أن نوافق على تعاسة ابنتنا ، ولتأخذ هذا القرار دون مباركتنا لهذه الخطوة ".
وتابعت "ما سمعته أعطاني الضوء الأخضر لزواج الخطيفة ،فكان ما قررت وتزوجت بعمر الـ 22 عام ، وصالحت والدي في وقت قصير".
وعن حياتها الحالية أكدت " استطعت التأقلم مع وضعه وتعلمت لغته وعلّمت أبنائي الثلاثة السليمين كيفية الحديث مع والدهم ،ولست نادمة فلوعاد الزمن بي إلى الوراء لتزوجت الشخص نفسه".
"الزواج ليس للإعتناء بالآخر"
أهل شريفة ليسوا الوحيدين من يعارض زواج أبنائهم من ذوي الإحتياجات الخاصة ، ففي استطلاع أجرته سيريانيوز تبين أن جزء كبير منهم يرفضون مثل هذا الزواج على الرغم من اقتصار سؤالنا عن الزواج من أصحاب الإعاقات الغير وراثية والتي لاتثمر أطفال معاقين ..ولكلٍ أسبابه .
تقول عفاف ( خياطة ، 45 عام) " أرفض تزويج ابنتي بإنسان معاق، فالفتاة تبحث في الزواج عن حياة مريحة وجديدة ، وهذا لايمكن تأمينه مع ذوي الإحتياجات الخاصة،حتى لو جمعهما الحب فمع الزمن ستدرك أنه تزوجها لتكون ممرضة فحسب ، وهنا يكمن دور الأهل بالتوجيه ".
وشاركتها الرأي ناديا (50 عام) قائلة "تقدمت لابنتي رجل يعاني من شلل أطفال نصفي ، فعارضتها بشدة وكل من حولي إلى أن تمكنا من إقناعها ضرورة التفكير بالمستقبل، والحمد لله اليوم هي متزوجة من شاب سليم ولا ينقصها أي شئ".
لم تؤثر الإعاقة على زواجه
أما تجربة رامز( مهندس مدني 54 عام) فقد كانت مغايرة،إذ أنه لم يلق أية معارضة من قبل أهل زوجته على الرغم إستعانته بعكازين أثناء السير .
وعن زواجه أخبر سيريانيوز " عندما تقدمت لخطبة من اخترت لم أجد أية معارضة من قبل أهلها وذلك يعود لمعرفتي السابقة بهذه العائلة، وهكذا تزوجت زواجاً تقليدياً دون أن تؤثر إعاقتي على زواجنا أو حياتنا خاصة لقناعتنا بأن الإعاقة ليست عاملا بالنجاح أو فشل الزواج ، والأساس هو التفاهم ".
وعن ندرة حالات الزواج بين فتاة معاقة وشاب سليم أشار رامز " لا يوجد أي مانع من زواجهم، إذا كان الرجل قادراً على أداء واجبه كزوج ، و لديه عمل وقادر على الاعتناء بعائلتة ، ولكن يبقى زواج المرأة المعاقة نادرا كونها المسؤولة عن رعاية المنزل وتربية الأطفال ،لكن إن كانت قادرة على القيام بهذه المهام فلا مانع من زواجها".
" تزوجتها رغماً عن الجميع "
وبحالة معاكسة شاءت ظروف يوسف ( 40 عام ، معالج فيزيائي) أن يلتقي بفتاة تركها خطيبها إثر تعرضها لحادث أدى لبتر ساقها اليسرى .
قال يوسف "خلال معالجتي لحسناء لفتني قوة إرادتها وإصرارها على تجاوز المحنة ، فقررت الإرتباط بها لتبدأ محاولات إقناع أهلي ووالديها الذين عارضوا زواجنا خوفا من تململ الوضع بعد سنين من الزواج".
ارتبط يوسف وحسناء بعد سنتين من محاولات الإقناع ،وأثبتا بحسب ما أخبرنا "عكس تخوف الأهل إذ مضى على زواجهما عشر سنوات وهما على انسجام تام". ;
الشباب يرفضون لأسباب أخرى
مارفضه الأهل رفضه أيضا الشباب فتقول وفاء(22عام)" لوكنت صاحبة إعاقة فلن أجني على أحد بزواجه مني ، وبالتالي لن أتزوج معاق ، فذوي الإحتياجات دائمي الشعور بالنقص".
أما لارا (26عام) تقول " أرفض الزواج من إنسان معاق لأني قد أغضب وأقول له تزوجتك وأنت معاق، لذا أفضل عدم الزواج بمعاق لأني قد اسيئ له في يوم من الأيام وهذا مالاأريده".
ورفض محمد (23عام) هذه الفكرة رفضاً قاطعا بقوله " لا أفكر إطلاقاً أن أحب فتاة معاقة، فكيف تسأليني إن كنت سأتزوجها!!!!"..
أخصائية اجتماعية " بالمحصلة الزواج قناعة "
ترى صباح خلف الأخصائية الاجتماعية والمختصة بشؤون الإعاقة أن "القناعة أساس الزواج" فعندما يكون الطرفين متفاهمين سيكونان مسؤولين عن تحمل نتيجة اختيارهم.
فقالت "الزواج حق لكل إنسان، ولا يقتصر على الإنسان الطبيعي، ولكنه يتوقف على درجة الإعاقة، فأهم ما في الأمر أن اقتناع المعاق بقدرته إسعاد الطرف الآخر ولا يعتمد على تمسك الآخر به، فيجب ألا يظهر عاجزا أمامه لأن ذلك سيولد مشكلات في المستقبل، فالأمور جميعها تنكشف عندما يجتمع الطرفين في بيت واحد وتحت سقف واحد".
نور عكة ــ سيريانيوز
تعليق