قال تعالى : " إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " .
إن الكلمة الطيبة التي يلقيها المسلم الصادق
في أذن إمريء شارد عن الطريق
فيغرس بها بذرة الهداية في قلبه
تعود عليه بثواب عظيم وأجر جزيل
قال عنه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً
ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه
لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " .
الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم : 2674خلاصة الدرجة : صحيح
ولأن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة
في الدعوة الإسلامية
فقد رسم الرسول العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها
بل وأسماها وأنبلها
لأنها مطلب إلهي أوصى الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كثير من الآيات القرآنية العظيمة
والتي من بينها قوله تعالى : " وجادلهم بالتي هي أحسن " .
وقد إهتم الإسلام بالحوار إهتماماً كبيراً !!!
وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية
ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال
كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان
" وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً "
بل إن صفة الحوار أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام
تمتد حتى إلى ما بعد الموت
إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى :
" يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " .
وعليه فإن للحوار أصولاً
وللحديث قواعد ينبغي مراعاتها
وعلى من يريد المشاركة في أي حوار
أن يكون على دراية تامة بأصول الحوار المتبعة
لينجح بحول الله في مسعاه
ويحقق ما يرمي إليه
ومن آداب الحوار وأصوله ما يلي
1 ـ إخلاص النية لله تعالى
وهي لب الأمر وأساسه وأن يكون الهدف هو
الوصول إلى الحقــيــقــة
فالحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق به
كما أنه ضالة كل عـــاقــــل .
فيلزم من الحوار أن يكون حُسن المقصد
وليس المقصود منه الإنتصار للنفس
إنما يكون المقصود منه الوصول إلى الحق
أو الدعوة إلى الله عز وجل
كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول :
( ما ناظرت أحداً إلا وددت أن الله تعالى أجرى الحق على لسانه )
هذه أخلاق أتباع الأنبياء وهنا الإخلاص والتجرد .
2 - فهم نفسية الطرف الآخر
ومعرفة مستواه العلمي وقدراته الفكرية
سواء كان فرداً أو مجموعة
ليخاطبهم بحسب ما يفهمون وحسب خلفيتهم الثقافية
التي نشأوا عليها وأن هذا ما يعرفونه .
3 - حسن الخطاب
و تجنب الكلمات الإستفزازية
و الترفع عن إزدراء الغير
إحترام أراء الآخرين أمر مطلوب
ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أســــوه حـــسنة
فموسى وهارون أُمراً أن يقولاً لفرعون قولاً ليناً !
لعله يتذكر أو يخشى .
وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوباً
لمخاطبة غير المسلمين : " وإنّا أو إياكم
لعلى هدى أو في ضلال مبين " .
4 - حسن الإستماع لأقوال الطرف الآخر
وتفهمه فهماً صحيحاً والتجاوب مع مشاعره
وعدم مقاطعة المتكلم
أو الإعتراض عليه أثناء حديثه .
5 - التراجع عن الخطأ و الإعتراف به
الرجوع إلى الحق فضيلة
ولكن البعض يريد إعتذار الطرف الآخر أولاً
رغم أنه الباديء بالإساءة !!؟
وهذا لا بأس به عند الفضلاء
ولكن رغم ذلك يصر الآخر على أنه غير مخطيء
فأفــضـــل حــــــــــــل
هو الإنسحاب المؤقت حتى تهدأ النفوس .
6 - أن يكون الكلام في حدود الموضوع المطروح
وعدم الدخول في موضوعات أخرى
وشخصنة الأمر
والبدء بشتم الآخر !!!
وإستخدام كلمات بذيئة وغير لائقة .
7 - البعد عن اللجج
ورفع الصوت والفحش في الكلام
خاصة بعض المفردات الهابطـــة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في حديث إبن مسعود : " ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان
ولا الفاحش ولا البذيء "
وفي صحيح البخاري
عن عبدالله بن عمرو إبن العاص ـ رضي الله عنهما ـ
أنه قال : " لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشاً ومتفحشاً "
وكان يقول : " إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً " .
8 - البعد عن التنطع في الكلام
والإعجاب بالنفس
وحب الظهور ولفت أنظار الآخرين
والإصرار على وجهة النظر عندما تجمع الغالبية على خطئها !
أو لفت نظر صاحبها أنها غير صحيحة أو واقعية .
9 - التروي وعدم الإستعجال
وعدم إصدار الأحكام
إلا بعد إنتهاء الأخر من حديثه أو موضوعة تماماً
وبعد التفكر والتأمل في مضمونه وما يترتب عليه .
10 - عدم المبالغة في رفع الصوت
إذ ليس من قوة الحجة الصراخ ورفع الصوت
بطريقة غير مؤدبة في النقاش والحوار
بل كل ما كان الإنسان أهدأ
كان أعمق واكتسب احترام الأخرين .
إذاً
فالحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي
الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت
فالنقد لا يعني إظهار السيئات فقط
بل نبدأ يالإيجابيات ثم السلبيات والعقبات
ثم وضع الحلول للسلبيات وإمكانيات التغلب عليها .
و الحوار الصادق العميق واضح الكلمات ومدلولاتها
وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين
فرصة التعبير والإبداع الحقيقي
ويحترم الرأي الآخر
ويعرف بحتمية الخلاف في الرأي بين البشر
وتقبله بــكـــــل أدب واحــــتـــــــــرام .
إن الكلمة الطيبة التي يلقيها المسلم الصادق
في أذن إمريء شارد عن الطريق
فيغرس بها بذرة الهداية في قلبه
تعود عليه بثواب عظيم وأجر جزيل
قال عنه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً
ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه
لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " .
الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم : 2674خلاصة الدرجة : صحيح
ولأن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة
في الدعوة الإسلامية
فقد رسم الرسول العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها
بل وأسماها وأنبلها
لأنها مطلب إلهي أوصى الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كثير من الآيات القرآنية العظيمة
والتي من بينها قوله تعالى : " وجادلهم بالتي هي أحسن " .
وقد إهتم الإسلام بالحوار إهتماماً كبيراً !!!
وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية
ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال
كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان
" وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً "
بل إن صفة الحوار أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام
تمتد حتى إلى ما بعد الموت
إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى :
" يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " .
وعليه فإن للحوار أصولاً
وللحديث قواعد ينبغي مراعاتها
وعلى من يريد المشاركة في أي حوار
أن يكون على دراية تامة بأصول الحوار المتبعة
لينجح بحول الله في مسعاه
ويحقق ما يرمي إليه
ومن آداب الحوار وأصوله ما يلي
1 ـ إخلاص النية لله تعالى
وهي لب الأمر وأساسه وأن يكون الهدف هو
الوصول إلى الحقــيــقــة
فالحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق به
كما أنه ضالة كل عـــاقــــل .
فيلزم من الحوار أن يكون حُسن المقصد
وليس المقصود منه الإنتصار للنفس
إنما يكون المقصود منه الوصول إلى الحق
أو الدعوة إلى الله عز وجل
كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول :
( ما ناظرت أحداً إلا وددت أن الله تعالى أجرى الحق على لسانه )
هذه أخلاق أتباع الأنبياء وهنا الإخلاص والتجرد .
2 - فهم نفسية الطرف الآخر
ومعرفة مستواه العلمي وقدراته الفكرية
سواء كان فرداً أو مجموعة
ليخاطبهم بحسب ما يفهمون وحسب خلفيتهم الثقافية
التي نشأوا عليها وأن هذا ما يعرفونه .
3 - حسن الخطاب
و تجنب الكلمات الإستفزازية
و الترفع عن إزدراء الغير
إحترام أراء الآخرين أمر مطلوب
ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أســــوه حـــسنة
فموسى وهارون أُمراً أن يقولاً لفرعون قولاً ليناً !
لعله يتذكر أو يخشى .
وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوباً
لمخاطبة غير المسلمين : " وإنّا أو إياكم
لعلى هدى أو في ضلال مبين " .
4 - حسن الإستماع لأقوال الطرف الآخر
وتفهمه فهماً صحيحاً والتجاوب مع مشاعره
وعدم مقاطعة المتكلم
أو الإعتراض عليه أثناء حديثه .
5 - التراجع عن الخطأ و الإعتراف به
الرجوع إلى الحق فضيلة
ولكن البعض يريد إعتذار الطرف الآخر أولاً
رغم أنه الباديء بالإساءة !!؟
وهذا لا بأس به عند الفضلاء
ولكن رغم ذلك يصر الآخر على أنه غير مخطيء
فأفــضـــل حــــــــــــل
هو الإنسحاب المؤقت حتى تهدأ النفوس .
6 - أن يكون الكلام في حدود الموضوع المطروح
وعدم الدخول في موضوعات أخرى
وشخصنة الأمر
والبدء بشتم الآخر !!!
وإستخدام كلمات بذيئة وغير لائقة .
7 - البعد عن اللجج
ورفع الصوت والفحش في الكلام
خاصة بعض المفردات الهابطـــة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في حديث إبن مسعود : " ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان
ولا الفاحش ولا البذيء "
وفي صحيح البخاري
عن عبدالله بن عمرو إبن العاص ـ رضي الله عنهما ـ
أنه قال : " لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشاً ومتفحشاً "
وكان يقول : " إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً " .
8 - البعد عن التنطع في الكلام
والإعجاب بالنفس
وحب الظهور ولفت أنظار الآخرين
والإصرار على وجهة النظر عندما تجمع الغالبية على خطئها !
أو لفت نظر صاحبها أنها غير صحيحة أو واقعية .
9 - التروي وعدم الإستعجال
وعدم إصدار الأحكام
إلا بعد إنتهاء الأخر من حديثه أو موضوعة تماماً
وبعد التفكر والتأمل في مضمونه وما يترتب عليه .
10 - عدم المبالغة في رفع الصوت
إذ ليس من قوة الحجة الصراخ ورفع الصوت
بطريقة غير مؤدبة في النقاش والحوار
بل كل ما كان الإنسان أهدأ
كان أعمق واكتسب احترام الأخرين .
إذاً
فالحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي
الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت
فالنقد لا يعني إظهار السيئات فقط
بل نبدأ يالإيجابيات ثم السلبيات والعقبات
ثم وضع الحلول للسلبيات وإمكانيات التغلب عليها .
و الحوار الصادق العميق واضح الكلمات ومدلولاتها
وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين
فرصة التعبير والإبداع الحقيقي
ويحترم الرأي الآخر
ويعرف بحتمية الخلاف في الرأي بين البشر
وتقبله بــكـــــل أدب واحــــتـــــــــرام .
نقلته
و أتعهد أمام الله عزوجل
أن أعمل به ماأستطعت إلى ذلك سبيلا
جعلنا الله و إياكم ممـن يستمعون القول
فيتـبـعـون أحـسـنــه
و جعل الله إجتماعنا فيه وله
و جعله إجتماعاً مرحوما
وجعل تفرقنا بعده تفرقاً معصوما
أمنوا ياكل المارين
رحمكم الله
قولوا آمـيـــــــــــــن
و أتعهد أمام الله عزوجل
أن أعمل به ماأستطعت إلى ذلك سبيلا
جعلنا الله و إياكم ممـن يستمعون القول
فيتـبـعـون أحـسـنــه
و جعل الله إجتماعنا فيه وله
و جعله إجتماعاً مرحوما
وجعل تفرقنا بعده تفرقاً معصوما
أمنوا ياكل المارين
رحمكم الله
قولوا آمـيـــــــــــــن
تعليق