الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #16
    رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

    أن تكون مجهول الهوية في المجتمع السعودي
    فهذا يعني أنك لا قيمة لك أبدا هذا ماتعلمته من الحياة ....
    حينما كنت صغيرة كنت أرى الكثير من الموظفات يقومن بعملهن
    على أكمل وجه بعضهن كن ناصحات من حيث التوجيه والتربية السليمة
    وبعضهن فقط يأتين ليعملن ويقبضن رواتب لايهمهن سوى عمل الطلوب منهن
    كانوا يقولون عنا أننا أبناء الدولة فكنا نعتقد أننا فعلا أبناء الدولة مما جعلنا نعتد بأنفسنا كثيرا
    أتذكر في المدرسة قامت أختي هناء بافتعال مشكلة مع إحدى الطالبات تطورت لاشتباك بالأيدي
    وطبعا كانت هناء تصرخ بالتفاة وتقول لها : هيه إنتي ماتعرفين من أنا ؟؟؟
    قالت لها البنت : إلا إنتي هناء ؟؟
    قالت هناء : لا أنا بنت الدولة والله بكرة لأعلم عليك ماما سارة وتشوفين
    طبعا ماما سارة هي الأم الحنون الأميرة سارة آل سعود الله أطال عمرها مديرة الإشراف على الدور
    الاجتماعية سابقا فكانت ومازالت الأم المعطاء ....
    أيضا أتذكر أن أحدالمعلمين اتصل على الدار يشكو من أحد إخوتي ويقول :
    ترى ولدكم أزعجنا كل ماقلنا له شي قال والله لأعلم عليكم ماما سارة ...
    كنا نخوف الكل بماما سارة لأن أي شكوى نوصلها لها تقف هي عليها شخصيا ولا تجعلها تمر مرور الكرام
    وهي التي تعمل فعلا لأجلنا من قلب تأخذنا معها زيارات لمنزلها لم نطلب منها شيئا إلا وتعطينا إياه
    لم تقصر معنا أبدا فجزاها الله كل خير ....
    في طفولتنا كنا نشعر أننا أفضل الناس ففي الدار أخبرونا أننا أبناء الدولة وماما سارة لم تقصر معنا يوما
    حين نشتكي من أي معلم أو معلمة تهرع الأخصائية للدار قائلة : ترى هذولا عيال الدولة انتبهوا لهم الله
    يجزاكم خير وأيتام ساعدوهم ونجحوهم والأميرة سارة وراهم تسأل عنهم وتهتم فيهم ...
    فترسخ في ذهننا أننا نحظى بمعاملة خاصة لأننا أبناء الدولة والكل يعمل لخدمتنا ...
    كانت هناك إحدى أخواتي الكبيرات في إحى المرات اختلفت مع إحدى الموظفات وبعد أن اشتد النزاع
    قالت أختي للموظفة : ترى إنتي جاية تشتغلين عندنا براتب مو بلاش عشان تنافخين علينا ...
    فردت عليها قائلة : لا يكون تدفعين لي راتبي بعد ترى راتبي من الحكومة مو منك ...
    قالت أختي : لا بس الحكومة جابتك تشتغلين عندنا وعطتك راتب يعني حالك حال الفلبينيات العاملات
    ومنتي أحسن منهم ...
    قالت لها الموظفة : لا حبيبتي أنا أحسن منهم ومنك يابنت الشوارع الظاهر إنك نسيتي نفسك وقمتي
    تردين علي أنا ع الأقل بنت أصل وفصل وماني بنت شوارع مثلك ....
    هنا كبرت السالفة ووصل الموضوع للوزارة وتم فصل الموظفة من عملها بسبب الكلمة
    التي تلفظت بها بعد أن تقدمت أختي بشكوى للإدارة والإشراف والوزارة ....
    فهذا أيضا كان يشعرنا بأن لنا قيمة وأننا نستطيع فصل الموظفات وكم من موظفة فصلناها أو حتى هددنا بفصلها ...
    كنت أسمعهم وهم يقولون على إيش عيال الدار شايفين أنفسهم هذا وهم كذا شايفين أنفسهم
    الله يعز الحكومة اللي حاطة لهم قيمة ....
    وعندما كبرت عرفت معنى مايقولون فعلا لم يكن لنا قيمة سوى عند الحكومة والوزارة
    باقي الناس ليس لنا أي قيمة عندهم ....
    حين عرفت حقيقة أنفسنا ضحكت كثيرا على الفكرة التي كانت تترسخ في ذهني أيام طفولتي
    كانت حقيقة نفسي على النقيض تماما عما كنت أتخيل ....
    ------------------------

    اقتباس:
    ههههه

    يعني انتوا كنتوا مثل القوات الأنكشارية ... عيال الحكومة

    الله يسعدكم




    للمعلومية فكرتك هذه كانت موجودة في ايام الدولة العثانية ..على ماظن ايام السلطان سليم الأول
    كان هناك القوات الانكشارية وكانت الدولة تعتبرهم عيال السلطان وكانوا يعتزون بذلك
    وكان عندهم ولاء شديد للدولة العثمانية
    --------------
    هم اللي غرسوا فكرة إننا عيال الدولة فينا وهم كان يحسسوننا بكذا
    والدولة لاتعفو عمن يخطيء في حق أحدنا فأتذكر قبل عدة سنوات توفي أحد أبناء
    الدار في حادث سير وطبعا تم عمل تحقيق واسع بين الموظفين المرافقين للأب
    والسائق رغم أن الابن كان في الرابعة عشر من عمره وتوفي بعد أن اصدمت به سيارة
    وتوفي قضاء وقدر لكن تم سجن بعض المراقبين بتهمة الإهمال وفصل بعضهم الآخر ...
    أيضا أتذكر أنه تم فصل ممرضة من الدار بسبب إهمالها في معالجة طفل مما تسبب له
    في التشنج وبعد مدة فصلت ممرضة أخرى لأنها نست أن تعطي أحد الأطفال إبرة الأنسولين
    مما أصابه بغيبوبة سكر ....
    وأيضا أي أم تثبت إساءتها في تعاملها معنا يتم فصلها مباشرة من العمل ....
    وفي المدرسة أي معلمة نشتكي منها في ثاني يوم تلقى الشكوى واصلة لها ...
    كل تلك التصرفات كانت تجعلنا نشعر بأهميتنا لديهم ...
    ....................

    أصبحنا حين نعرف أننا مدعوون لحضور مناسبة نلتزم الهدوء ونحاول قدر
    الإمكان أن لانخطيء كي لانعاقب ونحرم من الرحلات فالحرمان من الرحلات كان من أشد العقاب
    النفسي الذي نشعر به ...
    في طفولتي كنت أعشق تلك الحفلات والمناسبات التي يقميها لنا الآخرون فبعض العائلات المعروفة
    يقومون بدعوتنا لمزارعهم واستراحاتهم وحتى قصورهم ويقيمون لنا احتفالات يريدون بذلك الأجر
    لوكن عندنا كبرت أصبحت أتحاشى تلك الاحتفالات كثيرا لأنني أصبحت أشعر أن تلك الأسر التي تقيم
    لنا المناسبات لا تبحث عن الأجر بقدر ماتبحث عن الشهرة والسمعة فعائلة معروفة قامت بدعوتنا
    لمزرعتهم ذهبنا إليها وجدنا أن تلك العائلة دعت الكثير من وجهاء المجتمع وأقامت الموائد
    والمشروبات وبالغت في الإسراف وكنت أشعر أنه من باب التفاخر أمام المدعوين وليس لأجلنا
    أو لأجل الخير فالخير له وجوه كثيرة كان بالإمكان كفالة يتيم بالسر من إحدى الدور الخيرية
    وكان بالإمكان التبرع على المستحقين بتلك الأموال ...
    فحاليا لا أذهب إلى من أشعر أنهم منافقين يراؤون بمايفعلون فأنا أصبحت في سن أميز فيه
    بين من يفعل الخير لأجل الخير ومن يفعل الخير لأجل الغير ...
    المهم أننا ذهبنا ذلك اليوم لمزرعة عائلة معروفة كانت مزرعة جميلة وكبيرة بها كل شيء
    حوش سمك كبير بحجم غرفة وبحيرة للبط وأيضا كان يوجد بها دواجن وأرانب وحيوانات عديدة
    وكذلك أنواع متعددة من الأشجار والفواكه والنخيل مزرعة كانت بمساحة حي من أحياء مدينة الرياض
    فيها بيوت شعر ومسابح ومنزل جميل وطبعا كالعادة كان هناك ضيوف كي يرون كرم تلك العائلة وحبها
    للخير حين تدعو أبناء الدار وتستقبلهم بمزرعتها الخاصة ...
    وحين وصولنا جمعتنا الأم وكالعادة انهالت علينا بنفس الوصايا التي توصينا إياها في كل مناسبة
    والتي نحفظها عن ظهر قلب لكننا للأسف لا نطبقها ...
    أوصتنا أن لانسبب الفوضى وأن نجلس بأدب وأن لانطلب منهم أن يعطونا بل ننتظرهم هم يبادرون بالعطاء
    وأن نشكرهم حين يقدمون لنا أي شيء وأن لانقوم بالهجوم المعتاد على المائدة وكأننا نعيش في مجاعة ...
    للاسف لم نتقيد بماطلبته منا لا أعرف لم كنا نرى كل شيء لدى الآخرين جميلا ومختلفا
    حتى لو كنا نملك مثله في الدار هناك طباخات يطهون لنا الطعام وحينما نخرج ونرى نفس الطعام في مكان
    آخر نشعر أنه مختلف وألذ وكأننا لأول مرة نتذوقه وكان ذلك التصرف يزعج أمهاتنا وفي كل مرة نوبخ بسببه
    لعبنا كثيرا ذلك اليوم وفعلنا كل مايحلو لنا لأننا نلعم ان الأم لن تستطيع ضربنا وتوبيخنا أمام الضيوف
    لكن ما إن عدنا إلى الدار إلا وبدأ مسلسل التوبيخ لم ولم ولم ؟؟؟
    فصرخت الأم علينا كثيرا ذلك اليوم وقالت : أنا وش قايلة لكم ؟؟؟
    ماقلت ما أبغى إزعاج ماتفهمون إنتم ؟؟؟
    وإلالازم تفشلونا بأي مكان تروحون له ؟؟؟
    ويوم شفتوا الأكل كأنكم مجاعة ومحرومين مع إنكم تآكلون أكثر من غيركم
    وكل شيء عندكم بس مايملى عينكم شي ؟؟؟
    تعودتوا على قلة الأدب والشفاحة كأنكم ماعمركم شفتوا خير ؟؟؟
    عيالنا اللي ماشافوا اللي شفتوه إذا رحنا بهم مكان قعدوا متأدبين لحد مانرجع وإنتم ماتعرفون الأدب ؟؟؟
    الله يآخذ أمهاتكم اللي جابوكم وإحنا ابتلشنا بكم ....
    اليوم معاقبين مافيه حديقة ولا فيديو ولا شي انطقوا كذا عشان تعرفون تتأدبون مرة ثانية
    وفيه ناس بيكون عقابهم أكثر وهم اللي استهبلوا فلان وفلانة وفلان .....الخ
    طبعا لايهمنا كل ماتقوله فالأهم أننا فعلنا مايحلو لنا ....

    __________________

    اقتباس:
    جزاك الله خيرا .. وفيت يا الغاليه ما سألت إلا أريدك توضحين النقطه هذا للجميع
    أن بنات الدار .. مثلهم مثل غيرهم بل ربما هم أشد .. من ناحية التربية والرقابة
    مع إن الدار تشدد رقابتها علينا إلا إن الناس يتوقعون إن أبناء وبنات الدار منحرفين
    صادفنا ذلك كثيرا بعض الأمهات كانوا يمعنون بناتهم من إنهم يكونون صديقاتنا في المدرسة
    وأغلب الناس نظرتهم سلبية للدور وأبناء الدور ....
    رغم أن هناك من بنات الدور من يلتحقن بدور لتحفيظ القرآن ويحفظن القرآن أو أجزاء كثيرة منه
    وهناك من تفوقن دراسيا وهناك من هن على خلق وأدب واحترام ولكن تبقى النظرة السلبية
    لدى الكثير من أفراد المجتمع حيال هذه الفئة ....
    _____________________

    منذ طفولتي كنت أذهب كثيرا لمستشفى الشميسي بالرياض
    طبعا هذا المستشفى أعتقد أن أغلب إن لم يكن جميع شهادات ميلاد
    أبناء وبنات الدار استخرجت منه فأي طفل في الدار لا بد قبل أن يحضر
    للدار أن يتم عمل فحوصات له في مستشفى الشميسي واستخراج شهادة ميلاده من هناك
    ففي طفولتي كنت أ‘حب ذلك المستشفى الكبير الذي لايخلو من الزحمة كنت أذهب إليه
    حين يكون عندي موعد وأحيانا أتوسل لأمي حين تذهب مع أحد إخوتي وأطلب منها أن
    تصطحبني معها وغالبا ماتوافق كنت أعشق ذلك المستشفى رغم قدم مبناه وتهالكه
    ورغم زحمته إلا أنني أحبه فكثيرا مالعبت بين جوانبه وكثيرا ماركضت ودخلت غرفه
    وكنت كل مرة أذهب إليه أسلم على الممرضات الفلبينيات وعلى بعض الأخريات
    من الجنسية المصرية كن يعرفنني من تعدد زياراتي لهن وربما من ملفي عندهم ...
    حينما كبرت وعلمت أنني في يوم من الأيام كنت ملقاة أمام بوابة ذلك المستشفى
    أدركت سر تعلقي به فهو بيتي الأول قبل الدار ومنه كانت بداياتي وكانت بداية قصتي
    مازلت أتساءل عن مصداقية معلومة قرأتها مرة وهي أن الطفل حين يكون في بطن أمه
    يرى دورة حياته كاملة وهذا تفسير أنه يعشق بعض الأشياء التي ترتبط به أو يشعر مسبقا
    أنه سيتعرض لموقف ومن ثم فعلا يحدث ذلك الموقف أو حتى حين يألف بعض الأشكال ويشعر
    أنه رآهم وعرفهم مسبقا وهذا مايسميه البعض بالحاسة السادسة ...
    للأسف أنه لانستطيع أن نثبت مصداقية تلك النظرية أو المعلومة لكنني أحيانا أشعر بمصداقيتها ....
    فكنت أشعر بألفة لمستشفى الشميسي دون أن أعرف السبب وحين عرفت أنهم وجدوني
    هناك أدركت سر تعلقي به ...
    تغيرت نظرتي له كثيرا ففي كل مرة أذهب إليه أتساءل إن كانت أمي ولدتني فيه وحين خرجت
    ألقت بي أمامه وذهبت لتبدأ من جديد بعيدا عنه وعني وعن كل مايذكرها بماضيها ...
    أم أنها جاءت بي من أحد الأحياء المتهالكة والقديمة التي تحيط بالمستشفى والقريبة منه
    وألقت بي أمامه ثم ذهبت وتوارت بعيدا وتركتني أبدأ حياة جديدة بعيدا عنها وأفتقد فيها
    لكل شيء ....
    أم أنها ربما لم تأتِ ربما كلفت أحدا غيرها بوضعي هنا ولم تكلف نفسها بإحضاري ...
    مرات كثيرة فكرت فيها بأن أذهب لمدير المستشفى وأسأله عن الأمهات اللاتي أنجبن إناثا
    في ذلك اليوم " يوم مولدي " ولكني تراجعت بعد أن شعرت أن ميلادي غير مؤكد فمن الممكن
    أن يكون قبل المسجل في أوراقي الرسمية بيوم أو يومين أو ربما لم تلدني أمي في نفس
    المستشفى ...
    في الدار سألتهم كثيرا عن الم التي استلمتني من المستشفى وحملتني بين يديها وأحضرتني


    للدار كنت أريد أن أعرف منها أي شيء وأسألها إن كانت سمعت عني أي معلومة
    توقع مثلا من الممرضات أو أن أحدا رأى من وضعني أو اي معلومة كان لدي شغف بمعرفة
    كل تفاصيل مولدي ....
    بينما الآن لم يعد يهمني أن أعرف تلاشى ذلك الشغف والاهتمام لم أعد أسألهم عن أي
    شيء ولا أبحث عن أي شيء ...


    00000000000000000000000


    اقتباس:
    إن كنت تسردين قصتك كي تهوني مصاب الاخرين ، فمعك حق لكن لا انسى كلمة ابي الله يرحمه :فانت حالك افضل من كثير و ابشع من ناس !
    يعني لا تحسبي نفسك اتعس وحدة على وجه الارض ، ان تكوني لقيطة خير من ان تكوني وسط عائلة تدفعك للدعارة كي تصرفي عليهم و هناك حالات كثيرة و اخطر من هذه ايضا !
    الحمد لله انك تعيشين حياة كريمة و علاقتك بربك جيدة كما ارى و لا تهمك نظرة المجتمع بل اهتمي بثقافتك و تكوين نفسك و دينك ! و إذا جاءك من ترضين دينه و خلقه تزوجيه و بلاش فكرة الشفقة او ما لي اهل كلها مفاهيم خاطئة...
    افتخري بنفسك انك عشت بدون اسرة و وصلت مرتبة لم يصلها من تربى مع اسرته !!!
    انظري لحياتك بتفاؤل و ايجابية و يكفيك ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام لم يعش مع اهله ، عاش يتيم و وحيد .
    بالنسبة لافتراضاتك، هناك افتراض لم تذكريه : يمكن امك و ابوك متزوجين و احد حب ينتقم منهم عن طريقك ! الغايب حجته معاه و انت لا يمكنك الجزم اانت لقيطة ام لا ، ولدت من نكاح او سفاح !
    إذا كان هناك مجال لتبحثي عن امك ، فلا تترددي
    لا تحقري نفسك و كما قلت لك اعتزي بنفسك و ثقافتك و يكفيك انك مسلمة
    سامحيني على التطويل و العتاب
    إختك في الله


    إن كل اللي في الدار مايجيبوهم الدار إلا بعد أن يتأكدوا إنه مافيه أحد سأل عنهم فلنفترض أن
    هناك أحد انتقم من والدي عن طريقي ألم يفكرا ذلكما الوالدان في البحث عني وتقديم بلاغ
    للشرطة لأننا لا نودع قي الدار إلا بعد توثيقنا في مراكز الشرطة وتسجيل المكان والزمان والتقاط
    صور لنا مما يسهل إيجادنا في حالة البحث عنا ....
    حاليا لم تعد لدي الرغبة لا في البحث عنهما ولا حتى بمعرفتهما ...
    ربما حالي أفضل من غيري ولكن كل إنسان يرى مصابه عظيم ويبحث عن الأفضل
    ولا أعتقد أن هناك من يعيش في حرمان أسري وعاطفي ويدعي أنه سعيد ومسرور
    وأنا حين سردت لكم قصتي ليس لأني ساخطة ولا ناقمة ولكن أردت العتبير فقط عن مشاعري
    عن حياتي عن الأشياء التي افتقدتها ومازلت أفتقدها ...
    أنا عشت في الدار وخارج الدار وأعرف أن هناك من حرموا من الجو الأسري وهناك من حرموا
    من المال وهناك من حرموا من الصحة وهناك من حرموا من أشياء كثيرة ...
    ففي المدرسة والجامعة رأيت أناس بؤساء
    رأيت أناس حرموا من الحياة الكريمة يبحثون عما يسد رمقهم فقط بينما في الدار نتناول
    خمس وجبات يويما مابين خفيفة ورئيسية بإشراف أخصائية تغذية وطباخات يعددن أصناف
    متنوعة من الطعام تحتوي على جميع العناصر الغذائية ...
    رأيت بنات في المدارس كانوا يرتدون ملابس قديمة وحقائب ممزقة وحتى في البرد لايجدون
    مايقيهم برد الشتاء بينما في الدار نملك ملابس بل وفائضة لدينا من جميع الماركات ...
    رأيت أناس في الحياة يتفتقدون للمال والأساسيات بينما نملك نحن حتى الكماليات ...
    وأنا أحمد الله كثيرا على هذه النعم التي أنعم بها علي هم حاولوا أن يعوضونا
    لكن مهما حاولوا لا أحد يستطيع أن يعوضنا عن حنان الأم وعطف الأب الذي افتقدناه ....
    لست معترضة ولا ساخطة ولكني واقعية جدا ...
    ولا أعتقد أن هناك من يتمنى أن يحصل على الرفاهية وفي المقابل يخسر كل شيء
    أسرته ووالديه وحتى نفسه ليعيش بقية حياته مجهول النسب ....
    ______________
    عندما كنت صغيرة كنت أغبط الأطفال الذين لهم أمهات يزورونهم
    في المؤسسة وهي المكان المقابل لدار الأحداث لدى الشباب
    حيث تقضي فيها الأمهات عقوبتهن وكان هنالك بعض إخوتي الذين
    لهم أمهات في المؤسسة يذهبون لزيارتهم كل يوم أربعاء يعني يوما كل أسبوع
    فكنت أغبطهم كثيرا حين أراهم يستعدون لزيارة أمهاتهم وحين يعودون من الزيارة
    أذهب إليهم لأسألهم ماذا فعلوا وماذا رأوا كان يمتلكني الفضول وأود معرفة الكثير
    عن تلك الدار التي لم أدخلها يوما كنت أسمع عنها فقط وكان أمنيتي في الطفولة
    لو أن كنت أزورها كما يزورها بعض إخوتي ...
    حينما كبرت أصبحت أشفق على أولئك الأطفال الذين يزورن المؤسسة في كل أسبوع
    لأنهم منذ طفولتهم ارتادوا أماكن السجينات والنزيلات اللاتي يقضين عقوبتهن فيها
    فطفل عمره سنة وآخر عمره خمس سنوات وأخرى ثلاث سنوات وغيرهم الكثير
    يذهبون لزيارة أمهاتهم في مكان ملوا زيارته ليقضوا بعض الوقت ثم يعودوا للدار مجددا ...
    في طفولتي كنت أغبط رؤى حين أراها تستعد لزيارة والدتها النزيلة في المؤسسة
    كنت أسألها عن شكل المكان وعن شكل أمها هل هي مثل أمهات الدار ؟؟


    وهل دارهم مثل دارنا ؟؟؟
    كانت رؤى تكره الذهاب للمؤسسة ربما ملت من كثرة ذهابها إليها بينما كنت أنا أتمنى
    لو أن أكون محلها أو أذهب يوما بدلا عنها ...
    لم تكن تشبع فضولي بإجابتها المقتضبة فكل شيء نعم ولا ....
    مرت أيام لتخرج والدة رؤى من المؤسسة ولتأتي للدار تصطحبها معها وأخيرا رأيت
    تلك الأم التي كانت رؤى لاتتحدث عنها كثيرا لا تذكرها بشيء لا خير ولا شر ...
    ذهبت رؤى وسط موعنا ونحن نوعها لم تكن أولى ولا آخر من نودع ...
    لقد تألمنا كثيرا من الوداع بل لقد تولدت لدي عقدة من الوداع فكم من أخ وأخت
    ودعناهم وكم من أخ وأخت لم نعد نرهم للأبد ...
    بل حتى كم من أم " حاضنة " ودعناها وفي كل مرة نودع فيها أحد سواء من الإخوة او الأمهات
    نتألم أكثر لقد كان قدرنا أن نودع كل من نحب وأن نفارق كل من نحب ...
    رغم كثرة من فارقناهم إلا إننا لم نعتد على الفراق بل في كل مرة نشعر بازدياد مرارته ...


    000000000000000000000


    حين كنا صغار كانوا أغلب الأمهات من الجنسية المصرية والفلبينية خاصة
    لمن هم دون سن الخامسة وطبعا يوجد سعوديات وجنسيات أخرى
    لكن أغلب الحاضنات المتواجدات معنا من الجنسية المصرية والآن أصبح الأغلب هن السعوديات
    إن لم يكن الجميع باستثناء عدد قليل من الجنسيات العربية والفلبينيات طبعا لايستطيعون الاستغناء
    عنهم بحكم أنهن المربيات للمواليد حيث يرافقنهم طوال الوقت ...
    حينما نكبر كل واحد منا ينسبونه لأمه الفلبينية فأنا كنت ابنتة جوسي وهناء ابنة ريتا وأمل ابنة ريميلين
    وحنين ابنة إيميلي وخالد وعاصم أبناء شيري وهكذا حتى إن بعضهن يتعمدن حين ينادوننا بتعال
    ياولد شيري وتعالي يابنت ريتا لكن ذلك كان مصدر فخر لنا فأنا كنت أحب أمي جوسي كثيرا وعلمت فيما
    بع أنها هي من ربتني منذ ان كنت وليدة حتى عمر الخامسة ثم انتقلت لأم مصرية ومن بعد عمر
    الخامسة يبدأ تشتتنا حيث ننتقل من أم لأم ونفتقد للاستقرار ونتشتت بين تعدد الأمهات ...
    المهم أنني كنت أحب أمي جوسي كثيرا حتى بعد انتقلت لأم أخرى لم أنسها كانت باستمرار
    تأتيني وتحضر لي الحلويات وعندما تذهب للفلبين وتعود تحضر لي الهدايا استمرت علاقتي بها
    حتى بعد أن كبرت إلى ان غادرت المملكة خروج نهائي قبل عدة أعوام لقد شعرت أني حقا افتقدتها
    وتركت فراغ عاطفي كبير لقد عملت مايقارب العشرين سنة أحببتها وأنا صغيرة وأحببتها أكثر وأنا كبيرة
    كانت تخبرني أنها جاءت للدار وكنت أنا من أول الأبناء الذين قامت بتربيتهم فمجيئها تزامن مع حضوري
    تقول لم أكن أما آنذاك إلا أنني أحسست بالأمومة تجاهكم أنتي وبقية أخوتك كنت بمثابة الأم البكر
    التي تتعلم كيف تهتم بأبنائها ولم يسبق لها التجربة وكانت تحكي لي الكثير من المواقف والتجارب ...
    كنت ومازلت أحبها فكانت حنونة معنا كنت أعرف متى تكون حزينة ومتى تكون سعيدة ومتى تشعر بالألم
    ومتى تشعر بالفرح أشعر بها كما تشعر هي بي ...
    كنت أعرف كيف أتفاهم معها أعرف كلامها وتفهم هي كل ما أقول حفظت منها كلمات وجمل فلبينية


    عشقت الأدوبوه وهي عبارة عن دجاج بالصويا يطبخ بطريقة معينة وأيضا عشقت الكاري كاري
    والسي يوان سوان هي طبخات وأكلات فلبينية فمنها تعلمت الكثير من اللغة الفلبينيةوالعادات الفلبينية
    كنت أحتفل معها كل سنة بعيد ميلادها وفي عيد ميلادها الخامس والأربعون تفاجأت بقرار رحيلها
    رحلت لتربي أبنائها الحقيقين جاءت هنا وهي فتاة لم تتزوج تزوجت وأنجبت وهي مازالت تربي أبناء
    ليسوا بأبنائها قالت لي الآن جاء دور أبنائي لأربيهم قلت لها ونحن ألسنا أبناءك ؟؟؟
    قالت بلى ولكن أنتم الآن كبرتم وأبنائي مازالو بحاجة لي غادرت وودعناها وداع مليء بالدموع
    والحزن والأسى مرات سنوات على رحيلها وأنا مازلت أفتقدها كثيرا ...


    00000000000000000


    اقتباس:
    اريد ان اسالك عن بعض اللاخوات المقيمات بالدار كيف وضعهم وماهو مدى استقبالهم للوضع وكيف نفسياتهم
    هل البعض يعاني من اكتئاب هل البعض حاول الانتحار اخبرينا عنهم لاننا نعلم ان اختلاف الايمان يتفاوت من شخص لي اخر
    ايضا اخبرينا عن ذالك اليوم الذي اخبرتك بة الاخصائية بوضعك وكيف وجودوكي وماكان ردة فعلك
    ارجو ان لا تهملي استفساري لاني احبك بالله وادعو لك كثير


    لا لا أعرف أي واحدة حاولت الانتحار لمعرفتها بحقيقتها ...
    ردات الفعل متباينة ومختلفة طبعا البكاء هو ردة الفعل المشتركة بين الجميع
    هناك أخصائيات اجتماعيات ونفسيات يحاولن مساعدتنا حتى نتجاوز تلك تلك المرحلة بسلام
    ربما البعض احتاج لعلاج نفسي أو مهدئات لكن لم تسجل أي حالة انتحار أو محاولة انتحار ...


    كنا نسمع عن حقيقتنا ممن يكبروننا سنا لكن كنا مابين مصدق ومكذب وبعد المصارحة
    نعرف الحقيقة المرة ...
    عن نفسي سأعود لأسرد لكم تفاصيل ذلك اليوم ولكن بعد أن أنهي الحديث عن مرحلة
    طفولتي ....


    00000000000000000000

    كانت أمي جوسي فقط أمي في مرحلة طفولتي المبكرة حينما كنت وليدة
    لكن كانت موجودة في الدار تعمل وبعد ذلك انتقلت معنا لنفس الدار الأخرى
    وكنت أراها كثيرا بصفة دائمة حتى غادرت خروج نهائي يعني لم تنقطع علاقتي بها إلا بعد
    أن غادرت للفلبين ...
    انتقلت لأمي الثانية حين كان عمري تقريبا خمس سنوات وطبعا كانوا الأمهات يعملون
    بفترات متعاقبة فواحدة تأتي الصباح وأخرى المساء وهكذا يعني كان لي عدة أمهات
    لكن الأم الدائمة التي معنا بصفة دائمة كانت من الجنسية المصرية وكنا نتأثر بكل أم تتولى حضانتنا
    فكنا نحفظ معها الأغاني المصرية ونجيد الرقص الشرقي بل نردد كلمات كثيرة باللهجة المصرية
    أذكر أنني في المرحلة التمهيدية أو الصف الأول الإبتدائي كنت أردد بعض الكلمات باللهجة المصرية


    في كلامي فحين أريد شيئا أقول عاوزة , وحين أريد أن أعبر عن حدوث مصيبة أو كارثة أقول يامصيبتي
    ويالهوي وغيرها من الكلمات حتى إن زميلاتي كن يسألنني إن كنت مصرية فأجيبهم بلا أنا سعودية
    فيقولن لي : طيب ليش تتكلمين مصري ؟؟؟
    لم يكن كلامي مصري بل كان سعودي مكسر ومزيج من اللهجتين السعودية والمصرية مثل بعض
    المتجنسين حاليا ....
    كثيرات هن الأمهات اللاتي تولين رعايتي منذ طفولتي إلى أن كبرت وصرت إلى ما أنا عليه اليوم
    بعضهن كن متسامحات وأخريات نظاميات وأخريات طيبات وأخريات قاسيات مررت بكل أنواع الأمهات
    كنت أناديهن بماما كثيرات هن اللاتي كنت اناديهن بهذي الكلمة ...
    وبعد أن وصلت إلى عمر الثامنة عشر تقريبا توقفت عن لفظ هذه الكلمة ولم أعد أنادي بها أحد
    لأن أمهاتي اللاتي كنت أناديهن بهذه الكلمة لم يعدن موجودات فهناك من رحلت وهناك من استقالت
    وهناك من فصلت وهناك من تقاعدت وهناك من انتقلت لمكان آخر ...
    وكل الأمهات الجدد اللاتي حضرن للدار لم أعد أناديهن بماما لأنهن جئن وأنا كبيرة وأدرك انهن لسن
    أمهاتي ولا يستطعن أن يكون أمهاتي أصبحت يتيمة من جديد حين تخليت عن هذه الكلمة فأغلب الأمهات
    الجدد في أعمار صغيرة أخجل من أن أناديهن بماما وكبرت وأنا مازلت أفتقد هذه الكلمة وحرمت حتى
    من نطقها وافتقدتها كما افتقدت أشياء كثيرة غيرها ...
    حين كنت صغيرة كنت أسمي أي حاضنة أمي وكنت أنادي جميع الحاضنات بماما وكذلك الحال بالنسبة
    لنا جميعا وحين كبرت أصبحن الأمهات صديقات وزميلات وأخوات لأنهن في أعمار مقاربة لعمري
    ولربما بعضهن يصغرنني عمرا ....
    مرت الآن عشر سنوات وأنا لم أنطق تلك الكلمة كنت أنظقها وأنا يتيمة في طفولتي ومراهقتي
    وحين افتقدتها شعرت أني حقا أصبحت يتيمة من جديد ...


    0000000000000000000


    اقتباس:

    قرئت كل الموضوع
    اغبطك على اسلوبك الرائع وطبعا احس بالاسى وبنفس الوقت شعور اخر بالسعادة لما حصلتي عليه من مميزات مهما كانت ظروفك
    لا اجد ما اعلق عليه واحيانا خير من التعليق الصمت لاحييك واشجعك لتستمري بما تكتبينه
    انت نقلت صورة قليل منا يعرفها عن الدار وبنات الدار
    عندي سؤال
    عرفت ان بعض المشاغل المعروفة بالرياض تستعين ببنات الدار اما كتجميل او ادارة هل هذا صحيح
    وهل تسمح لكم الدار بالعمل بقطاعات اخرى غير حكومية لكن بالاستقرار فيها للعمل
    مر علي بعض الزملاء من جنسيات سعودية لكن اسمائهم مثل ذكرتي وبعضهم بمراكز مرموقة بحكم الدراسة والترقية


    هل يتزوجون من عوائل معروفة
    وهل يقبل بوضعهم الزواج من جنسيات غير سعودية
    (اعني اولاد الدار )
    وبالنسبة لكم كبنات هل يوافق على الزواج لكم من جنسيات غير سعودية
    ولللزواج هل ترغم الفتاة على الزواج
    وهل تعطى فرصة للتعرف على خطيبها
    ولو حدث وتطلقت هل تعود للدار

    أشكرك على تواجدك العذب
    لا أعرف فتيات من الدار يعملن في المشاغل ولا أعتقد أنه مسموح
    وأظنه ممنوع خاصة أن الدار كل شيء تمعنه ولها قوانين معينة تسير عليها ...
    طبعا تسمح لنا بالعمل في قطاعات أخرى لكن على الغالب يفضلون الفطاعات الحكومية
    كثيرون من ابناء الدار وبنات الدار وفرت لهم الدولة أعمال في قطاعات حكومية حسب
    شهاداتهم ...
    إذا كنتِ تقصدين أنها تسمح لنا ب***** مشاريع خاصة بنا فلا أدري لكن هناك عمر يسمح
    فيه بالتصرف بأموالنا رغم أن أكثر اللي أعرفهم سواء من بنات أو أبناء الدار يصرفون أموالهم
    وينفقونها دون الاستفادة منها ...
    بالنسبة للزواج فهناك زواجات تقام بصفة دائمة بين أبناء وبنات الدار
    يمنع زواج بنات الدار بغير السعوديين وأحيانا يجون ناس من خارج الدار ويخطبون من بنات الدار
    لكن نادرا ولأسباب معينة وغالبا لا تنجح تلك الزواجات ...
    بالنسبة للمطلقات ففعلا هناك عدد من المطلقات
    من بنات الدار واللي تتطلق لا يسمح لها بالعودة إلى نفس الدار اللي كانت فيها سابقا
    ويودونها دار ثانية أذكر إنه وحدة ودوها دار المسنات ووحدة دار الفتيات وهكذا لكن لا تعود
    إلى دارها السابقة غير إن اللي تتطلق مايعاملونها زي يوم كانت بنت وتصير أبأس من قبل .....الخ
    بالنسبة للزواج من أسر معروفة ففيه فعلا لكن مو من اللي في الدار يعني تكون فيه أسرة
    بديلة تبنت واحد من أبناء الدار ولما كبر يتزوج عن طريق أسرته اللي تبنته وأقاربهم
    ونفس الشيء للبنات اللي في أسر بديلة ...
    لا يرغمون أحد على الزواج لا الشاب ولا الفتاة فمن يرغب بالزواج يزوجوه ومن لا يرغب لايجبروه
    أيضا لا يسمحون بالتعارف بين الفتاة والشاب إلا بعد عقد القران


    0000000000000000


    ليلى كانت أختي أيام الطفولة والمراهقة منذ أن عرفتها وهي تحكي نفس الحكاية
    لكل من تراه سواء موظفات جدد أو حاضنات أو حتى زائرات ....
    كانت تقول لهم إن لها أما وأبا وإخوة وكلهم انتقلوا لرحمة الله في حادث ولم يتبق على قيد
    الحياة إلا هي , حتى نحن كانت تحكي لنا نفس الحكاية كلنا نعرف أننا أيتام وأن لنا أم وأب هم
    في السماء انتقلوا لرحمة الله لكن لم يكن لدينا قصص ومعرفة بظروف وفاتهم وكل مسألنا عن
    أهلنا نجد جوابا واحدا فقط وهو أنهم في السماء عند الله ....
    ليلى هي الوحيدة التي كانت لها قصة حتى إنها كانت تحكي لنا نفس القصة كل يوم ولكل من تراه
    مرت الأيام وكبرنا وليلى مازالت تحكي نفس القصة بنفس التفاصيل من حيث السيارة الجيب التي
    كانت تقلهم والخادمة التي ماتت في الحادث وعدد أفراد الأسرة لم تغير شيئا من التفاصيل
    لا أعرف من حكى لها تلك الحياة كل ما أعرفه هو أن ليلى تحكي لنا دوما نفس الحكاية ....
    كانت ليلى تكبرني بسنتين كبرنا أنا وليلى وعرفت ليلى حقيقتها وعرفت أنا أن القصة التي كانت
    ترويها لنا لم تكن سوى من نسج خيالها فكانت مثلها مثلنا مجهولة النسب ....
    لكن الغريب أنها حتى حين عرفت حقيقتها لم تقتنع بها ومازالت تحكي نفس الحكاية لكل زائرة
    أو موظفة جديدة وبعضهم يصدقنها والبعض الآخر يتعجبن حين يعلمن أنها تكذب لأنها هي من تبادر
    بحكاية قصة دون أن يطلب منها أحد بينما نحن بقية الفتيات لم نكن نحكي شيئا عن أنفسنا ...
    ليلى لم تصدق واقعها وعاشت في قصتها الخيالية التي نسجتها لنفسها أو ربما روتها لها إحدى
    الحاضنات في طفولتها وكانت دائما إذا اختلفنا وتشاجرنا تعايرنا بماضينا ...
    ففي إحدى المرات اختلفت هي وريم فرددت جملتها التي دائما تردهها قائلة :
    اسكتي بس يابنت الشوارع وياللي أهلك رموك في الشارع أصلا تستاهلين والله إنهم رموك
    شايفة نفسك وإنتي مالك أهل أجل لو لك أهل وش بتسوين ؟؟
    فقالت ريم : شوفوا من يتكلم بس بنت الحسب والنسب اقول بس لا تعايرني ولا أعايرك الهم
    طايلني وطايلك والحال من بعضه حبيبتي وشوفي عاد وين رموك أهلك ؟؟؟
    فردت عليها قائلة: لا حبيبتي أنا أهلي ماتوا في حادث مارموني مثلكم ....
    كانت تعامل نفسها على أنها ليست مجهولة الهوية برغم أنها بلا عائلة ولا نسب اسمها كأسمائنا
    إلا أنها تأبى أن تصدق واقعها ....
    مرات سنوات وافترقنا أنا وليلى فأصبحت هي في دار وأنا في دار أخرى وأصبحت أراها في بعض
    الحفلات والمناسبات ولم أعد أعلم عنها الكثير حتى قابلتها يوما في الجامعة
    "يتبع " ...

    فحين دخلت الجامعة كانت المفاجأة أن رأيتها تدرس معي في نفس الجامعة وقابلتها صدفة
    عند إحدى بوابات الجامعة فكانت تدرس أدب انجليزي وتسبقني بسنتين ...
    سررت كثيرا برؤيتها ولكن حين وقعت عينها في عيني نظرت إليّ بنظرة لم أعرف معناها ثم أكملت
    مسيرها مع مجموعة من صديقاتها كان يبدو أنهن من الطبقة المخملية وأدركت فيما بعد أنهن
    بنات وزراء وأمراء وشخصيات معروفة ....
    تعجبت كثيرا من تصرفها لقد كنا أخوات نلعب ونأكل ونشرب بل ننام في نفس الغرفة فمالذي
    يدعوها لتجاهلي بهذه الطريقة .....
    أكملت يومي وأنا أتنقل بين مبنى ومبنى ومن محاضرة لأخرى لكن التفكير بها مازال يؤرقني
    وفجأة إذ بها تأتي وتسلم علي وكانت لوحدها وأخذتني لنجلس معا ونتحدث وقبل أن أسألها
    عن سبب تجاهلها لي صباح اليوم بادرت هي بالحديث وقالت لي : اسمعي ترى أنا شفتك اليوم
    ويوم طالعتك كنت أبغاك تفهمينها وماتجين تسلمين علي لأني مع صديقاتي وصديقاتي هذولا كلهم
    من عوايل معروفة وناس راقين وأنا خفت تجين وتقولين إني أختك وتفضحيني عندهم لأنهم مايدرون
    إني من بنات الدار ولو جيتي وعلمتيهم بانفضح وترى محد يدري ولو درى أحد بعرف إنه منك
    لأني الحين معروفة ولي معجبات وكثير بنات يتمنون يصادقوني بس أنا ما أصادق إلا اللي أبغى
    ولو دروا إني من الدار بأطيح من عيونهم وبيتشمتون فيني الأعداء وياويلك لو علمتي أحد ...
    وأنصحك بعد إنك ماتعملين إنك من بنات الدار أصلا هنا مو زي المدرسة وماراح أحد يعرف من تكونين
    ولا وين تعيشين ولافيه باص الشؤون ولا غيره عشان يعرفون وإذا ماعلمتيهم ماراح يدرون عنك...
    ثم ودعتني بعد أن أخذت مني عهدا أن لا أخبر أي أحدا في الجامعة عن حقيقتها
    وفي اليوم التالي جاءت لتصطحبني معها وعرفتني على صديقاتها وحين قدمتني لهن قالت :
    أعرفكم على صديقتي أيام الطفولة والمرحلة الابتدائية ولم تقل أختي حينها أدركت أن ليلى مازالت
    تعيش في نفس الوضع الذي فارقتها عليه لم تتغير ليلى ومازالت تنسج لمن تعرفهم قصصا
    من خيالها لا أعرف ماقالته لهم عن حياتها لكن كل ما أعرفه هو أنها لم تخبرهم بحقيقتها
    فقط قلة هم من يعرفون حقيقتها .....
    أصبحت أتحاشى الجلوس معها وهي صديقاتها كنت أشعر بأني غريبة بينهن وبأني أرتدي قناعا
    مزيفا لايناسبني وأتقمص دورا فاشلا فلم أكن أعرف كيف أجاريهم في أحاديثهم
    وليلى حذرتني من أن أتحدث عن الدار لم يكن هناك ألفة ولا حوار مشترك فقررت الابتعاد عنهم ....
    لكني فكرت كثيرا بماقالته لي لقد نصحتني أن لا أخبر زميلاتي في الجامعة بحقيقتي كي لا ينظرن
    إلي نظرة مختلفة فعلا ربما هي محقة فيما قالت كانت تتصرف بثقة وحولها العديد من الصديقات
    وأخريات كثر كن يتمنين أن يحظين بصداقتها ربما لو علمن حقيقتها لتغير الأمر ....


    والآن وبعد أن مرت سنوات على تخرجي وتخرج ليلى قبلي من الجامعة لم أعد أدري
    إن كانت مازالت تتقمص نفس الدور أم أنها رضخت للأمر الواقع والحقيقة المرة
    هل مازالت تكذب وتعي أنها من عائلة أم أنها اعترفت بأنها مجهولة النسب والهوية ....


    000000000000000000


    في ذلك اليوم استيقظنا على صراخ أحد الأطفال
    كان يصرخ بصوت عالٍ وعندما ذهبت لاستطلع الأمر
    وجدته ضيف جديد وعلمت أنه جاء من أسرة بديلة لكنه لم يكن يريد المجيء
    فكان يبكي ويبكي بصوت عال ورفض الأكل ولايجعل أحديقترب منه حاولوا الأمهات
    والمراقبات أن يسكتوه ويحضنوه لكنه كان يرفض جميع المحاولات ...
    أحضروا له الألعاب والحلوى وبقية الأطفال في عمره لكن كل تلك المحاولات لم تنفع معه ...
    بل ظل طوال اليوم يبكي ويرفض الأكل وبالمقابل كان والده يتصل على الدار ويبكي مطالبا
    باسترداده وكان يدعو على من تسبب بفراق ابنه عنه بعدم التوفيق ....
    طبعا لم يكن والده الحقيقي بل كان والده الذي رباه وتبناه منذ أن كان حديث الولادة حيث كان الأب
    متزوج من سنوات طويلة لكنه لم يرزق بالأطفال فتوجه للدار وتبنى طفل حديث الولادة ورباه حتى اليوم
    الذي سحبت فيه الحضانة منه وكان عمر الطفل آنذاك عشر سنوات ...
    والسبب في سحب الحضانة أن الأم البديلة توفيت وانتقلت لرحمة الله مما جعل الدار يسحبون الحضانة
    من الأب بحجة عدم استيفائه للشروط ولأنه لن يكون قادرا على تربيته وأن الطفل بحاجة لأم فأحضر للدار


    رغما عن الأب والطفل مع أن الأب لم يكن مقصرا معه ولكن أيضا كان وضعه الاجتماعي أقل من متوسط
    وهنا الدار تحب السيطرة ولو كان الأب ذا منصب أو وضع مالي ممتاز لاختلف الأمر لأن هناك من أبناء الدار
    من يقيمون في أسر غير مستوفية للشروط ولكن نظرا لوضعها أومركزها الاجتماعي يتم التغاضي عن تلك
    الشروط بينما هذا الأب المسكين الذي كان يحب الطفل ويعامله بكل طيبة لم يسمح له بحضانة الطفل
    حاول كثيرا أن يسترد حضانته ولكن دون جدوى كان يكلمه بالهاتف فيبكي ويبكي الطفل معه ...
    كان وضعهم مأساوي جدا ويدمي القلب قال الأب إذن سأذهب وأنتقل للسكن مع أخي المتزوج
    كي تقوم زوجة أخي برعاية الطفل وتحل محل أمه لكن الدار لو يوافقوا على تلك الفكرة باعتبار أن
    منزل أخيه غير ملائم ومزدحم بالأطفال ولن يحظ بالرعاية الجيدة هناك زعما منهم أن الدار رعايتها أفضل
    رغم أن الجو السري هو الأهم فلن يموت من الجوع لأنه على الأقل مصروفه الشهري الذي يعطى
    للأسرة البديلة كاف للغذاء وهو مبلغ 2000 أو 1500 ...
    مرت الأيام وبعد مدة بدأ الابن بالتأقلم وذلك بعد أن أخضع لتهيئة نفسية وأصبحت زيارات الأب أقل من قبل
    ثم انقطع فترة عن الزيارة دون أن نعرف السبب وفوجئوا الدار بفي أحد الأيام
    بقدوم أخيه للدار يخبرهم أن والد الطفل في المستشفى
    وأنه يريد أن يرى ابنه فعلا تمت زيارة الابن لوالده في المستشفى ومرت شهور وهو يزوره
    بعدها توفاه الله وأسأل الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ...
    كنت أشفق كثيرا على ذلك الأب وحتى يومنا هذا لم أستطع نسيانه مازلت أذكره كان يمثل نموذجا رائعا
    للأب وحتى يومنا هذا مازلت أتعجب من موقف الدار منه كنت أرى أنه يستحق الحضانة بجدارة لأنه يملك
    مشاعر الأبوة التي لن يعوضوها الدار له ...
    مازلت أسألأ العديد من الأمهات عن سبب منع الدار لحضانته ظننت أن هنالك سببا أقوى يستدعي سحب
    الحضانة منه لكن الجميع أكد لي أن السبب وفاة الزوجة ...
    اكتشفت أن الإنسان الضعيف والفقير في هذه الحياة لايستطيع أن يدافع عن نفسه ولا حتى عن أبسط حقوقه
    فهناك أسر لا تستوفي الشروط ولكن الدار تسمح لها بالحضانة إما بسبب الواسطة أوالمركز الاجتماعي
    رغم أن بعضهم يريد أن يتبنى فقط من أجل أن يكبر في عيون الآخرين بل بعضهم يهملون الأبناء الذين
    يكفلونهم ......
    فعلا هناك أشياء تبدو غريبة والإنسان الضعيف في هذه الحياة مهضوم حقه .....




    0000000000000000000000000


    كالعادة ضيف جديد وما أكثرهم ضيوف الدار لكن الغريب أن الضيف هذه المرة
    لم يكن لوحده بل كانت معه والدته ...
    كان طفل صغر عمره لايتجاوز العدة أشهر ومعه والدته كان غير شرعي ووالدته
    أدخلت المؤسسة لتقضي محكوميتها خرجت بعد عدة أشهر وفي اليوم الذي تم فيه
    الإفراج عنها حضر والدها ليستلمها ويصطحبها معه وبينما تم إنهاء الإجراءات اللازمة
    تفاجأ الجميع أنها ترفض التنازل عن ابنها غير الشرعي ...
    حاول الأب إقناعها لكنه لم يستطيع ولا أحد يتسطيع إجبارها على التنازل والدار لا تستلم
    الطفل إلا بعد تنازل الأم عنه وهي ترفض التنازل عنه لأنه ابنها حتى وإن كان ثمرة خطأ
    ارتكبته ترفض أن تتنازل عنه وقالت ابني وسأربيه ولن يربيه أحدا غيري لن أودعه بملجأ
    واستمتع بحياتي وسأتحمل نتيجة خطأي وسأتحمل نظرات المجتمع القاسية لي وإن كنتم
    تخشون العار فالعار وقع والكل عرف بمصيبتي ولن أعالج الخطأ بخطأ ...
    أنا تبت وسأصلح خطأي وسأربي ابني ....
    رفض الأب استلامها هي وابنها خيرها بينه وبين ابنها , وضعها بين نارين إما أن تترك ابنها
    لتعود معه وتبدأ حياة جديدة وإما أن تبقى بجوار ابنها وتفقد أسرتها ...
    لم تفكر طويلا وقالت ابني ولن أتخلى عنه ووضعت والدها أما خياراتها هي وقالت إما نذهب
    معك أنا وابني أو لن أذهب بمفردي ...
    اشتد النقاش لم يستطع أحدهما أن يقنع الآخر وفي النهاية رفض الأب استلام ابنته ذهب
    وتركها هي وابنها في المؤسسة ....
    طبعا هنا تدخلت وزارة الشؤون الاجتماعية فتكفلت بالبنت وبابنها وأودعتهم معا في دارنا
    كانت لها غرفة مستقلة مع ابنها ووفرت لها الدار عملا في نفس دارنا ...
    فأصبحت تعمل وتنفق على نفسها وعلى ابنها وتعتني به كثيرا والدار توفر لها كل احتياجاتها
    هي وابنها مرت الأيام وأصبحت تلك الفتاة صديقة وأخت وأم لكل من في الدار أسرت الجميع
    بطيبة قلبها كانت خلوقة جدا والتزمت وتقربت إلى الله كثيرا ...
    كنا نراها تصلي وتدعي وتتضرع إلى الله ليلا ونهارا يبدو أنها تابت وندمت على كل مافعلت


    مرت الأيام وسمعتها كانت رائعة في الدار وبعد مدة تقدم إليها رجل يقال إنه على دين
    وخلق سمع بقصتها من قريبة له تعمل في الدار وتقدم لخطبتها ووافقت على الزواج منه
    بشرط أن تربي ابنها وأن يقبل بذلك وافق على شرطها تزوجت وانتقلت معه لبيتهم
    ومنذ ذلك اليوم لم أرها وانقطعت أخبارها عنا ....



    0000000000000000000000


    قوانين الدار تمنع الأمهات من معاقبة الأطفال حتى وإن أخطأوا الم ليس لها صلاحية العقاب
    ودورها أن تبلغ الأخصائية والأخصائية بدورها تقوم بمعاقبة الطفل حسب لائحة الأنظمة ...
    لكن مع ذلك لا أحد يتقيد بالنظام وكل أم تعاقب أطفالها وكن يتذمرن كثيرا من تلك الأنظمة ويردن
    أن يكن لهن صلاحية في عقاب الأطفال ويعترن ذلك نوع من التربية والتأديب ولا أعتقد أن هناك أي أم
    لم تعاقب أطفالها في الدار بعضهن كن يقولن أنهن يعاملن أبناء الدار كأبنائهن ويعاقبونهم كعقابهم لأبنائهم
    وبعضهن لم يكن لديهن أبناء ومع ذلك يقولن لو كان لديهن أبناء فسيربينهن كتربيتهن لنا .....
    وكل أم لها طريقة معينة في العقاب بعضهن كنا نخشى منهن كثير وعقابهم كان قاسٍ جدا
    ضرب وحبس وحرمان من كل مانحب ويزداد العقاب حسب الخطأ الذي اقترفناه ...
    كنا أحيانا نشعر أننا لم نخطيء ولا نستحق العقاب ومع ذلك نعاقب وفي نفس الوقت نخشى أن نبلغ
    عن تلك الأمهات ونخشى أيضا عليهن من الفصل فكم أم فصلت بسبب علم الإدارة عن عقابها للأطفال ...
    كانت هنالك أما تعاملنا وكأننا في مدرسة ولسنا في بيوتنا تريد منا الجلوس بانتظام والأكل بانتظام
    والاستئذان عند الذهاب لأي غرفة لاتريدنا أن نلعب ولانصدر أي إزعاج لا تريدنا أن نضحك بصوت عال
    ولا نتحرك كثيرا تطلب منا الجلوس بصفوف منتظمة أمام التلفاز وحين تدخل المراقبة وتسألها عن سر
    انتظامنا وهدوئنا غير المعتاد عند بقية الأمهات تجيبها بأننا لعبنا حتى شبعنا وتعبنا ثم طلبنا منها
    أن نتفرج على التليفزيون كانت تكذب أمامنا ونسمع كذبتها على المراقبات ونصمت ولكن حين نكذب نحن
    تعاقبنا وتقول لنا : حسبي الله عليكم يا الكذابين تبغون ربي يحطكم في نار جهنم ...
    ماتدرون إن الكذب حرام ؟؟؟؟ وإن الكذاب يروح النار ؟؟؟
    مرات كثيرة كنت أتمنى أن أخبرها باننا تعلمنا الكذب منها ...وددت لو أسألها لم تكذب على المراقبات خافت من الإدارة ولم تخف من عقاب الله ولا النار وتطلب منا أن نخاف ...
    تلك هي المشكلة الأزلية التي كنا ومازلنا نعاني منها وهي تناقض الأمهات وأيضا اختلافهن واختلاف
    طريقة تربيتهن لنا فإحداهن تعطينا قدر من الحرية والأخرى تمارس الكبت علينا وأخرى قاسية وأخرى حنونة
    وهكذا .....
    في إحدى المرات وفي المدرسة في حصة القراءة كانت المعلمة تطلب منا أن نكتب على السبورة كلمات
    إملائية ومن تخطيء منها نصحح لها خطأها وحين جاء دوري وخرجت على السبورة وكتبت الكلمات التي
    طلبتها مني انتبهت المعلمة إلى علامة على أصابعي بسبب ضرب إحدى الأمهات على ظاهر كفي
    بملعقة الطعام فنادتني وسألتني عن السبب وحين أخبرتها قالت قولي لتلك الأم المعلمة تقول لك
    " فاما اليتيم فلا تقهر " فحفظت الآية وحين عدت للدار ذهبت لأمي وأخبرتها بماقالته لي المعلمة
    لم اكن أعلم أن ذلك سيغضبها فهنا ثارت علي وجن جنونها وأخبرتني عن السبب فأخبرتها أني لا أعرف
    وفعلا لم أكن أعرف لمَ طلبت مني ذلك خصوصا أنني كنت في الصف الأول ولم أربط بين حادثة يدي والآية
    وبعد عدة استجوابات علمت أني أخبرت المعلمة أنها ضربتني وغضبت جدا وطبعا كعادتهم حين يخطيء
    أحدنا يخاطبوننا بصيغة الجمع وربما لأن الشر يعم فقالت لي :
    ياناكرين المعروف ياعيال الدار هذا إنتم بس تحبون تتشكون وتسوون أنفسكم مساكين ومظلومين
    كباركم وصغاركم مثل بعض , الجميل والمعروف تنسونه هذا إحنا كل يوم نهتم فيكم ونوكل ونشرب ونلبس
    ونروش ونمشط وندلع وماتروحون وتعلمون بس يوم نطقكم على طول تروحون تعملون ,,
    تحبون الفتنة والمشاكل كم مرة أقول لكم الفتنة أشد من القتل .....
    رايحة وفاضحتنا عند الأبلة ومعلمة علي عشان ضربتك الحين تحسبنا بس مجمعينكم بغرفة ونضرب فيكم
    ليل ونهار على بالها إنكم مظلومين ومعذبين ماتدري إنه محد يقدر يسوي لكم شي .......الخ


    واستمرت في تهزيئي ونص الكلام اللي قالته حافظينه من كثر مانسمعه حاولت أفهمها إني مافتنت عليها
    لكن مو راضية تصدقني سكت وخليتها تكمل تهزيئها ...




    000000000000000000000



    الأمهات أيضا بعضهن كن مظلومات عندما كنت صغيرة كنت أعتقد
    أن كل الأمهات قويات ومتسلطات ولايخافون من شيء ولا يهمهم أي شيء
    كنت أرسم صورة لهن وأعتقد أنهن أقوى من كل شيء ...
    كنا نحبهم ولا أعتقد أن أحدنا يكره أي أم ربتنا حتى ولو كانت قاسية بعض الشيء
    فكل الأمهات التي عرفتهن رغم تعددهن واختلافهن إلا أنني أحببتهن فكل واحدة منهن
    حتى وإن كانت قاسية نجد في قلبها حنان وفي بعض المواقف يتضح لنا أنهن فعلا يحببننا ....
    عندما كبرت أدركت أن أغلب تلك الأمهات كن مظلومات ومسكينات بل ضعيفات وكل واحدة منهن
    تحمل هما بداخلها ....
    هناك منهن من تعمل لأجل أن تنفق على أبنائها الذين تخلى عنهم والدهم بعد طلاقها
    وأخرى تنفق على أمها وإخوتها بعد وفاة والدهم , فكل واحدة منهن كان لها قصة مع الكفاح والأسى
    وكن يجدن من وظيفتهن مايسد رمقهن , كلهن كن يحرصن على الوظيفة أكثر من كل شيء
    فوظيفة حاضنة لاتتطلب واسطة ولا شهادة ولا أي شيء كبقية الوظائف وأي واحدة بإمكانها أن تكون
    أما في الدار حتى وإن كانت أمية لاتجيد القراءة والكتابة ...
    واكتشفت أن أغلب الأمهات خاصة اللاتي لايمكلن شهادات كن يتحملن الكثير من أجل الحاجة
    فلولا حاجتهن لتلك الرواتب الزهيدة لما بقين في الدار كثيرات منهن كنت أسمعهن يندبن حظهن
    ويسألن الله أن يرزقهم بوظائف تغنيهم عن رواتب الدار الزهيدة والتي يصاحبها الكثير من الإهانة ...
    في صغري كنت أعتقد أن الأم شيء مبجل وأنه يجب احترامها وتقديرها لأنها تربي وتعلم وتنشيء أجيال
    كنت أراهن أمهات حتى وإن قسون على الأقل تحملن الكثير منا وقمن بتربيتنا بعد أن تخلوا أمهاتنا عنا ...
    كنت ومازلت أنظر لهم نظرة احترام أتغاضى عن توافه أخطائهن فهن في النهاية بشر يصيبون ويخطئون
    وعندما كبرت أدركت أن تلك الأمهات لايجدن التقدير الذي كنت أنه لهن بل الإدارة وبقية الموظفات الأعلى


    شأنا منهن والمعلمات والأخصائيات يعاملهن بكل ازدراء ويكلفنهن بمايستطعن ومالايستطعن ...
    مرات كثيرة كنت اقف في صفهن ومازلت أقف معن كثيرا ليس تحيزا لهن ولكن لأنني فعلا أرى كم هن يتكبدن
    الكثير ساعات عمل طويلة ومهمام لاتنهتي وأي تقصي رتعاقب عليه لايسمح لها بالراحة ولا النوم ولاحتى
    الاسترخاء ربما يعتقدون أنهن آلة أو ربما لأنهم يعلمون مدى حاجة تلك الأمهات للرواتب فيتعدون الإثقال عليهم
    لأنهم متأكدين أنهن لن يرحلن ....
    أحيانا ينعكس سلبا علينا كل ذلك الإزدراء والإساءة التي تلقاها تلك الأم من الإدارة والضغوط الأسرية
    التي تعاني منها وضغوط العمل التي لاتنتهي تجعل بعضهن ينفعلن عند أدنى سبب ...
    أمهات كثر تم فصلهن ربما بعضهن يستحقون الفصل ولكن بعضهن الآخر كن مظلومات كم أم رأيتها وهي
    تبكي ولاتعرف ماذا تفعل ومن أين وكيف ستنفق على أسرتها ...
    وكم أم أخذت تذل نفسها للإدارة وتتوسل إليهم ان يعيدوها للعمل فيعيدوها بشروطهم هم وبعد أن يذلوها
    وكم أم ظُلمت وعانت وبكت وتألمت ....
    لقد أدركت أن المساكين والفقراء في هذه الحياة مظلومين جدا وأن هناك أناس
    تجبرهم ظروفهم على تحمل الذل من أجل توفير لقمة العيش وهناك أناس يستغلون ضعف وفقر هؤلاء
    ليستغلوهم ويكلفوهم بمايفوق طاقتهم ...
    "يبتع "



    كالعادة ضيفة جديدة نستقبلها في الدار ففي ظهيرة أحد الأيام
    جاءت طفلة للدار لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات وكانت بزي المدرسة
    شعرها قصير جدا لايتجاوز أذنيها ومريولها قديم وحالتها رثة جدا وكالعادة أدركت
    أنها ضحية جديدة لكنها هذه المرة لم تكن ضحية
    أسرة بديلة أهملت في تربيتها بل كانت ضحية عنف أسري توفيت والدتها
    وهي رضيعة تولت رعايتها زوجة والدها كانت أمورها على مايرام طبعا والدتها
    كانت الزوجة الثانية وزوجة أبيها هي الأولى ولديها عدد من الأبناء
    المهم أن شذى كانت تعيش في كنف والدها وزوجته وقبل سنة من حضورها
    إلينا توفي والدها في حادث سير هنا تبدلت معاملة زوجة الأب التي أصبحت
    تصب جام غضبها على هذه الطفلة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها يتيمة
    بلا أب وبلا أم فالموت انتزعهما منها لتتيتم في طفولتها
    وتفقدهما وهي في عمر كانت فيه في أمس الحاجة لهما ....
    لا أدري إن كان لها خالات وقريبات وأين هم عنها ؟؟؟
    لم أعرف الكثير عنها لأنها لم تمكث لدينا سوى ثلاثة أيام ثم انتقلت
    إلى دار أخرى أتذكر أنها كانت تحدثنا
    عن قسوة زوجة أبيها كانت تحرمها من اللبس فمريولها وحقيبتها وجزمتها
    كلها كانت من والدها اشتراها له حين كان على قيد الحياة
    وحين كانت هي بالصف الأول في الإجازة توفي والدها وبدأ مسلسل تعذيب
    زوجة أبيها لها وفي نهاية السنة الدراسية لاحظت المعلمات تغييرات على الطالبة
    وحتى مستواها الدراسي تأثر وشرود ذهني وعند استفسارهم من الطفلة
    ومعرفة ظروفها رأوا بعض آثار التعذيب على جسدها
    قدموا بلاغ واتصلوا بالدار التي استلمت الفتاة وفتحت ملف لها ...
    وكانت زوجة أبيها تحرمها من مصروف المدرسة ومن تناول الوجبات
    معهم على نفس المائدة ومن الجلوس واللعب مع إخوتها ...
    ولا أعتقد أن تلك الزوجة نالت عقوبتها بل تركت كما ترك الكثير غيرها
    ممن يمارسون العنف على الأطفال ...
    سجلت على أنها قضية عنف أسري وكالعادة سحبت الحضانة
    من زوجة الأب وأودعت الفتاة في الدار وانتقلت لدار أخرى رأيتها بعد مرور
    سنة في أحد احتفالات الدور كانت مختلفة عن السابق
    شعرها مرتب ولبسها أيضا منسق أصبحت من المتفوقات
    بدأت حياة أخرى من الدار ربما سيأتي اليوم
    الذي تعود فيه لأسرتها وأشقائها ....
    لم تكن شذى آخر ضحايا العنف الأسري بل بعدها بفترة قصيرة جاءتنا ضحية أخرى
    ولكنها كانت مختلفة تماما عن شذى ....
    " يتبع "


    كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدار فقط يغمض عينيه
    ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها
    أقرب ماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ
    صغرنا ونحن نعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت
    ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقت والنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم
    نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابة المدرسة والمدرسة بمثابة الدار
    ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاب بينما في المدرسة
    لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزن هنا
    وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان
    ويتمردن كثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار
    وفي يوم جديد لا يختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى
    كان عمرها ثمان سنوات وتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد
    أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريق المدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار
    تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرض لعنف أسري شديد من قبل أسرتها
    كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرها مراهقة وقعت في حب شاب آخر
    مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غير شرعية وتم القبض عليهما
    وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كان زواجهما عن رغبة أم بعد
    ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهما وطالبا بحضانة
    ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعر المسؤولون
    أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلا استلاماها
    ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة من الدار للأسر
    التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانت سلوى
    في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنف أسري
    وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة من العنف
    على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاء جسدها


    0000000000000000000


    أكمل لكم قصة سلوى حيث وجدوا فيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس
    العنف عليها فكانت تجعلها تنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق
    من شدة حرارة الشمس وقت الظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها
    حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية
    إخوتها فكانت هي الكبرى بينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى
    من العقاب كغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع
    البعض يتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتها مماجعلها
    تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كي ترتاح منها لأنها تعتبرها
    بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكن نعرف السبب الحقيقي لتصرفها
    سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منها بايام جاءت مطالبة باسترداد
    الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامنا قائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم
    وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيه والحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا .....
    حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها على يد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له
    اي دور في تعذيبها ولكنه كان يقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن
    يضربها ولا حتى يوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له
    كي يمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضا لكن سلوى


    كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار
    لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لما تعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا
    يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهي قصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار
    وكانوا يقولون إن ابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا في أحد
    الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدار ورحبوا بذلك خاصة في ظل
    موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلة وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها
    وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفات الدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار
    إلا أنهم فوجئوا وبعد ثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها من أعلى
    السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكى عليها وتساءل لم تفعل
    ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنها ستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟
    ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو من كان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة
    بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملت والدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر
    عقاب رباني لم يحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمد لأنها
    أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها ....
    كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريع بينما والدة سلوى حكمت على
    طفلتها بالموت البطيء ......
    مرت أيام عديدة وسلوى كانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات
    كن يفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له
    وقالوا سيتلاشى مع الوقت والعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت
    تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضع لجلسات أخرى عند الأخصائيات
    ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحت مكروهة من جميع
    أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعط أحدا فرصة
    لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبواب والأثاث
    معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لها بزيارتهم
    لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأيام وكبرت
    سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل من حولها
    تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب
    وأصبح الكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما .....


    زوجان انفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار
    كانوا أربعة أبناء أصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره
    ثلاث بنات وولد ضحى بهم أبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا
    أبنائهم في الدار ليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة .
    غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حين ينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول
    وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوة والأمومة
    بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد في الدار بكاء متواصل
    وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهن يتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح
    والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائد أحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه
    فعلا كنا نردد يخلق من الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبه الكبير
    حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائد كان في التاسعة من عمره
    بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءت والدة أحمد لتزوره وفي طريقها
    لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عن اسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها
    فضمته إلى صدرها وقالت أنت ابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك
    مايحدث حتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانت الأعجوبة
    فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالد أبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت
    بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لها بالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع
    في الدار بينما بدأت والدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفونا للأبد
    وأن لاينبشانه ....
    " يتبع "

    اعترفت والدة أحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوم مولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحا وقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيد بأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كما كنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرت طليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيرا وكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانت تزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزوره باستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحبا أبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهم سيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهما للتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملك الإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواه مما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغير جدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهور والديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأون إليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومع ذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عن السيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذا أبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أن يعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لم فعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرف شيئا عنه ....





    تعليق


    • حجم الخط
      #17
      رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

      بندر شي يمزق القلب وفعلآ مبكيه هالروايه نسال الله لهم
      التوفيق والصبر وان يجعل ديدنهم الصبر والنسيان اكمل اخوي الوحيد يامال العافيه والصحه الوافيه

      تعليق


      • حجم الخط
        #18
        رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

        حين أصبحت في السادسة عشر من عمري تقريبا استدعتني
        الأخصائية الاجتماعية في مكتبها لتصارحني عن وضعي وظروف مولدي ,
        طبعا لم تكن مفاجأ لي أنني بلا هويةلأنني كنت أعرف ذلك مسبقا
        من أخواتي الأكبر مني سنا , فكان لي أخوات بأعمار متفاوتة
        وكلهن كن يخبرننا بأننا بلا أهل وأن أهلنا لم يتوفوا بل ربما مازالوا
        على قيد الحياة لكننا حين كنا صغارا لم نكن نفهم ما يقولون أو ربما لم ن
        كن نستوعب جيدا وفيما بعد أدركنا أننا بلا أهل , وبرغم أنني كنت أعرف
        حقيقة نفسي إلا أن مصارحة الأخصائية لي كانت جدا مؤلمة
        رغم أنها حاولت أن تجعلني أتجاوز تلك اللحظة وذلك الموقف إلا أنني لن
        أنسى أبدا ذلك اليوم , حين نعرف شيئا ونخفيه عن أنفسنا أو نتجاهله
        أو نكذبه لنعطي أملا لأنفسنا نعيش بهدوء دون أن نعطي ذلك الشيء
        أو الموضوع أي أهمية ولكن بمجرد أن يأتي من يصارحنا ويؤكد لنا الحقيقة
        التي كنا نتجاهلها يكون وقع الحقيقة أمر وأشد صعوبة وألما
        كانت قد مهدت لي الموضوع مسبقا ثم طلبت مني اللحاق بها
        في مكتبها وحين دخلت غرفتها التي اعتدت دخولها شعرت بأنني
        لأول مرة أدخلها كنت متشوقة لما تقول وخائفة ومضطربة مزيج
        من المشاعر كنت أشعر بها جلست أمامها وبدأت تحدثني عن القضاء
        والقدر وعن الحياة والناس وظروف البشر وأن هناك من يعيش بلا أهل
        وبلا مأوى وبلا هدف بينما نحن كوننا مسلمين فإننا نعيش لهدف أسمى
        من كل شيء لأننا على يقين أن هذه الحياة بالنسبة لنا دار عبور
        لآخرة نعيمها لا يزول , نتقبل القضاء والقدر ونصبر لأننا نعلم أن الله
        سيعوضنا عن كل ما أصابنا من شر فالمؤمن أمره كله خير , والصابرون
        بشرهم الله بالثواب والأجر , أخبرتني أن هناك من فقد عائلته
        وبيته وأصبح بلا مأوى وبلا أهل فكم في الزلازل والحروب من تيتم
        وكم في الدنيا من مريض مبتلى بمرض لا دواء له يقضي حياته
        بين أهله لكنه لا يشعر بالسعادة لأنه افتقد نعمة أخرى فنعم


        الله عديدة إن فقدنا إحداها ستظل لدينا أخرى غيرها نحمد الله
        عليها المهم أنها بعد تلك المقدمة الطويلة دخلت إلى الموضوع وأخبرتني
        أنني بنت الدار وأنني بلا أهل وأن الدار هي بيتي وأبناءه هم أخوتي وموظفاته
        هم أهلي فإن حرمني الله أسرتي الحقيقية فإنه بدلني عنها بأسرة الدار
        والحكومة تولينا كل الرعاية والاهتمام وأن هناك من يتمنون أن يعيشوا معنا
        ويحظوا بما نحظى به من حب ورعاية واهتمام , لقد حاولت أن تواسيني
        كثيرا لكنني كنت اشعر أنني في عالم آخر فالدنيا حولي ليست هي الدنيا
        ,فكل شي حولي كان ضبابي , أنفاسي أصبحت تتسارع ونبضات قلبي تزداد
        سرعة فالمكان ليس المكان والوقت لم أعد أشعر به كأنني في حلم بل كابوس
        حتى إنني أصبحت لا أسمع ماتقوله أو ربما لم أعد أعلم ماتقول موقف حقيقة أعجز عن وصفه ......


        فراق الأمهات وفراق الإخوة والأخوات كلها أمور رغم أنها صادفتنا كثيرا
        إلا أننا لم نتأقلم معها ففي كل مرة ترحل فيه أم أو أخ أو أخت نشعر بأننا فقدنا
        جزءا منا ويظل الشعور بالاكتئاب هو الملازم لنا لعدة أيام وربما أسابيع لقد كان قدرنا
        أن نعيش ألم فراق مرات عديدة , وأن نتشتت بين الأمهات والأخوات ليس بزواجهن فحسب
        بل حتى في انتقالهن لدور أخرى رغما عنا وعنهن .....

        ****************************** **********
        طبعا بعد أن صارحتني الأخصائية بظروف مولدي شعرت باليأس , أشفقت على نفسي
        كثيرا وللمعلومية الأخصائية لا تذكر لنا التفاصيل فهي لم تخبرني بالمكان الذي وجودني فيه
        لأن تلك معلومات سرية لكننا نعرفها من بعض الحاضنات والموظفات اللاتي يذكرن اليوم الذي
        قدمنا فيه وأين وجودنا فنعرفها منهن , لكن الأخصائية فقط تخبرنا أننا بلا أهل وأنهم وجودنا
        في مدينة الرياض ولا تذكر بقية التفاصيل , يقال إنهم في فترات سابقة لا أذكرها كانوا يخبرونهم
        بجميع التفاصيل وأن أحد الأبناء أخبروه باسم والدته لنها كانت في المؤسسة وأنه ذهب وقتلها
        لا أدري عن صحة تلك القصة لكن كثيرات كن يؤكدنها لنا ويروينها , ولكن الوضع الحالي الذي أعرفه
        هو أننا لا نعرف كل التفاصيل حتى إن بعض الأبناء يعرفون أسماء أمهاتهم وأباءهم ولا يخبروهم بهم
        هذا بالنسبة لغير الشرعيين خاصة إذا كانت الأم قد وقعت على تنازل عن ابنها او ابنتها ففي هذه الحالة
        لا يخبرون الابن أو الابنة باسم أمه وأبيه , المهم أنني من الأخصائية تاكدت لي الحقيقة التي كنت أحيانا
        أكذبها بيني وبين نفسي وأتمنى أن تكون غير ذلك , وهند أيضا كانت مثلي وعرفت من أخصائية أخرى
        حقيقتها في نفس الوقت الذي عرفت فيه حقيقتي لأننا كنا في أعمار متقاربة , أخبرتني إحدى الأمهات
        التي تذكر يوم قدومي للدار أنهم وجدوني أمام مستشفى الشميسي بالرياض ,وأنهم لا يعلمون أي شيء
        آخر فأحد الموظفين بالمستشفى هو من وجدني أثناء خروجه من مناوبته الليلية وبلغ عن وجودي , بينما
        هند يذكرن الأمهات أنها جاءت للدار من المؤسسة حيث ولدتها أمها وهي تقضي عقوبتها في المؤسسة
        وتخلت عنها بعد أن أنهت عقوبتها حيث وقعت تنازل عنها ويذكرن الأمهات أنهن كن يذهبن بهند لزيارة
        والدتها وكانت تشبهها كثيرا , لكنها لم تزورها سوى مرات معدودة ثم صدر الحكم بالإفراج عنها ووقعت
        التنازل وغادرت المؤسسة وانقطعت أخبارها , وريم يقولون الأمهات أنها جاءت للدار وهي في عمر الثلاث
        سنوات حيث وجودها في المطار وكانت تعرف اسمها لذا بقي كما هو ولم يتغير , فالأمهات يذكرن قدومنا
        وأنا أذكر قدوم بعض إخوتي للدار فأذكر أن طفلا وجدوه أمام الدار , وآخران توأمان أحضروهما من المؤسسة
        وآخر وجدوه في منطقة صحراوية فعثروا عليه أمن الطرق وأحضروه للدار .......


        000000000000000000000000


        بالنسبة لرمضان في الدار فهو من أجمل شهور السنة
        ففيه كسر للروتين والنظام الذي اعتدنا عليه , هذا غير الجو الروحاني للشهر الفضيل
        في طفولتي المبكرة كان رمضان يأتي في فصل الصيف وكان النهار طويلا جدا وكنا نصوم نصف النهار
        ونتدرج حتى نصوم الشهر كاملا , كنا نتنافس على الصيام ونلقى تشجيعا من الأمهات عدا البعض يمنعون
        من الصيام لأنهم يتناولون أدوية ولا يمكنهم الصيام , وقبل الآذان نتحلق حول السفرة منتظرين آذان المغرب
        وتكون على السفرة أطباق السمبوسة والكنافة والبسبوسة والفطائر والشوربة والفيمتو مشروبنا المفضل
        وعصير البرتقال , وكل يوم يتم تغيير بعض الأصناف واستبدالها بأخرى كأن تستبدل البسبوسة باللقيمات
        والكنافة بالشعيرية والفطائر بالبيتزا وهكذا , هنالك طباخات يجهزن الإفطار لنا وبإمكاننا أن نطلب مسبقا
        أي طبق نريده ويتم تحضيره لنا , بينما الأطباق بصفة عامة وتجهيز الإفطار يتم من قبل الطباخات وأخصائية
        التغذية , بعد الإفطار كنا نجتمع حول التلفزيون نتفرج على البرامج التي تتابعها الأم وبعض الأمهات يتركون
        لنا حرية اختيار البرامج , في طفولتي كانت هنالك أم قاسية جدا وفي شهر رمضان حين كنا نجتمع حول
        المائدة تقوم هي بإمساك الأطباق وتوزيعها بطريقة مهينة جدا عادة يتم تخصيص أطباق صغيرة نضع فيها
        مانريد من الأطباق الكبيرة ولكن تلك الأم لم تكن تعطينا الأطباق الصغيرة فكانت تمسك الطبق الكبير
        مثلا للسمبوسة وتقوم برمي حبات متفرقة من السمبوسة أمام كل واحد منا وترميها لنا على السفرة
        وهكذا تفعل ببقية الأطباق وتجعلنا نجمع مارمته لنا على السفرة ونأكله
        وهي تدعي علينا وتقول " كلوا والله إنكم ماتستاهلون حتى إن الواحد يعطيكم ....الخ "
        ثم رأتها أم أخرى ووبختها وهددتها بأنها ستخبر عليها الإدارة إن لم تغير أسلوبها معنا
        وقالت لها " حتى ولو كانوا مسوين شي غلط أو مزعلينك مايجوز ترمين لهم الأكل ع السفرة كأنهم
        مو من الناس حرام عليك ع الأقل احتسبي الأجر عند الله وتذكري إنهم صايمين وإذا ماتبغين توزعين لهم
        الفطور خلاص أنا بوزع بدالك ....الخ " وبعدها غيرت أسلوبها ....
        صلاة التراويح كنا نصليها أحيانا في المسجد وأحيانا في الدار حسب الظروف وتوفر المرافقات والسائقين
        وكان هنالك جامع قريب من الدار كنا نذهب إليه أحيانا ونصلي فيه الأولاد كانوا يذهبون مع الأخصائي
        ويصلون معه في المسجد صلاة العشاء والتراويح بينما بقية الفروض يصلونها في الدار جماعة
        في بعض الليالي كنا نذهب للسوق ونتسوق ونشتري ملابس العيد وألعاب العيد وأحيانا إذا كانت
        الأخصائية ستحصل على إجازتها في رمضان تقوم بتجهيز كل ما يتعلق بالعيد قبل شهر رمضان
        في بعض ليالي رمضان نفطر خارج الدار إما في مطاعم أوفي بيوت بعض الأسر التي تقيم لنا مائدة
        الإفطار أو في مزارع واستراحات أسر تدعونا للإفطار .....
        لم نكن نسهر ليل رمضان كاملا بل كنا نخلد للنوم الساعة الواحدة ليلا ونستيقظ للسحور ثم نعود للنوم


        وأيام المدرسة كنا ننام من الساعة 12 ليلا ....


        000000000000000000


        مرت السنوات وكبرنا ولم تكبر معنا أحلامنا , ربما لم نكن نحلم أو أننا كنا
        نشعر أنه ليس من حقنا أن نحلم لكن ريهام كانت تحلم وتعيش في عالم
        آخر اختارته لنفسها فكانت تحمل فكرا نيرا وعلى قدر من الثقافة والجمال
        ,خلوقة ومرحة تأسر من حولها بعذوبة حديثها وأسلوبها لكنها لم تكن تجد
        في الدار من يفهمها ويتوافق تفكيره مع تفكيرها , فاتجهت للنت تقضي
        معظم وقتها عليه تتصفح المنتديات والصحف والمواقع تقرأ هنا وتشارك هنا
        كانت تحكم عقلها لم يكن قلبها يسيرها فهي تعلم أن النت عالم مجهول
        يحمل الكثير من الأقنعة المزيفة صادفت كثيرا من أولئك المتطفلين ومن المتسللين
        الذين حاولوا ن يوقعوها في حبالهم إلا أنها كانت أكبر من أن تكون ضحية فهي
        رأت في الدار ضحايا الحب وثمراته فكم طفل وطفلة وربما هي أحدهم كانوا ثمرات
        حب شيطاني جمع بين شاب وفتاة ونتج عنه طفل أودع في الدار وظل طوال


        حياته بلا أهل وبلا مأوى وبلا هوية كانت ريهام تحكم إغلاق حبها وتعجب
        من أولئك الذين يحبون في زمن مات فيه الحب ويودون بأنفسهم للتهلكة
        ولا يستفيدون شيئا سوى العذاب ومزيد من الألم والحسرة ولكن الإنسان
        مهما اعتلى بتفكيره وظن أنه الأسمى قد يضعف في لحظة ربما نحن مسيرون
        لا مخيرون فهناك أشياء قد تتعارض مع قيمنا ومبادئنا نرفضها بشدة لكننا
        فجأة نجد أنفسنا نقع فيها بلا مقدمات فعلا الحياة غريبة , لم تكن ريهام
        تعتقد أنها ستكون يوما ضحية للحب ذلك الأعمى الذي يقوده الجنون
        الحب الذي طالما سخرت منه واستعلت عليه كانت تحكم إغلاق قلبها
        ولكن فجأة تسلل لحياتها من يقتحم قلبها بلا مقدمات إنه خالد الذي التقت
        به في عالم النت ذلك العالم المجهول المليء بالغث والسمين لقد كانت تشعر
        بأن هنالك تقاربا بينها وبينه وتشعر بانجذاب له هنالك شيئا يجذبها له
        شيئا خفيا لا تعلم ما هو يدفعها للتفكير به , أصبحت تلتقيه في النت
        بكثرة وتقضي معه أوقاتا طويلة كانت تتحدث معه في كل شيء
        في الأخبار العامة والسياسة والأدب والثقافة وحتى في الرياضة .



        0000000000000000000


        أكمل لكم قصة ريهام
        المهم أنه في تلك الفترة التي فارقت فيها ريهام خالد كانت الدار تعيش حالة
        استنفار بسبب الاستعداد لزواج وعد إحدى بنات الدار من همام أحد ابناء الدار
        فالكل كان مشغول إما بنفسه وتجهيزاته أو مع وعد وتجهيزاتها أو في التجهيزات للحفل
        الإدارة كانت تسعى لإنجاح الحفل كي تحظى بالثناء والتقدير من مسؤولي الوزارة ومراكز الإشراف
        بينما نحن كنا نسعى لإنجاح حفل زفاف وعد كي تشعر بالسعادة كوننا حاولنا تقديم شيء لها
        فوعد كان لها شعبية كبيرة بالدار الكل كان يحبها ويتمنى لها السعادة فهي رائعة خلقا وتعاملا
        ولم يكن همام يقل عنها فهو أيضا كان في طفولتنا يعيش معنا في نفس الدار وكان لنا معه ذكريات
        كثيرة والكل كان يحبه , مرت الأيام ببطء على ريهام لأنها كانت تحاول جاهدة أن تخفي ألمها عمن حولها
        وأن تشارك وعد فرحتها واستعدادتها , في يوم الزفاف كان كل شيء مثلما خطط له سابقا
        الحلويات والفطائر والعصائر والشوكولاته من أفخم وأرقى المحلات , عشاء البوفيه تم تأكيد حجزه
        أيضا من أرقى المطاعم , القاعة جميلة فهي خمس نجوم إضافة إلا أن الكوشة قد صصمت على
        طراز حديث تغطيها الورود الطبيعية الموزعة أيضا على الطاولات , وعد كانت عند الكوافيرة تتزين
        استعدادا ليلة عمرها , ونحن في الدار أيضا قد أحضرنا عددا من الكوافيرات ليقمن بتزيينا في الدار


        والكل بدأ يستعد والفتيات يتنافسن فيما بينهن فكل واحدة منهن تود أن تكون مميزة وتحظى بالإعجاب
        عادت وعد من الكوافيرة متجهة للقاعة وذهبنا نحن أيضا للقاعة , جاءت المطربة وهي من المطربات
        المشهورات وبدأت تغني وبدأ الحفل والرقص والفرح ينتشر في أرجاء القاعة , ومن لا يعرف زواجات
        أبناء وبنات الدار فهي حفلات جميلة ومنظمة ويتم تجهيز كل شيء فيها مسبقا لكنها تخلو من شيء
        مهم وهو الأهل فالعريس بلا أهل والعروس كذلك بلا أهل نجتمع نحن حول العروس , بينما يجتمع
        أبناء الدار حول العريس , وفي الزفة حين تنزف العروس فهي تنزف لوحدها مع عريسها وكلنا نلزم الجلوس
        والحجاب لأن العريس غير محرم لنا , يجلسان على الكوشة فقط الأطفال هم من يتقدمون للسلام عليهم
        بينما الموظفات ونحن البنات الكبيرات لا نستطيع السلام إلا بعد انصراف العريس , زواج رغم أنه يحمل
        الفرح والغناء والبخور ورائحة القهوة وكل التجهيزات اللازمة إلا أنه يحمل جوا كئيبا , الكآبة تكمن في أننا
        في تلك اللحظة بالذات نشعر بالحزن أكثر من أي لحظة أخرى , منظر العروس بلا أم وأهل وأخوات يبدو
        محزنا , والعريس كذلك مثلها , لحظات وبدأ البكاء لينقلب الزواج من فرح وغناء إلى دموع فراق وبكاء
        فوعد ستكون هذه الليلة آخر ليلة نراها فيها لأنها ستنتقل لمدينة أخرى تقيم فيها فزوجها يعمل
        في مدينة أخرى وستنتقل معه , كنا نودعها ونحن لا نعلم إن كانت ستعود لنراها وتزورنا أم أنها
        ستنسانا وتبدأ حياة جديدة , تزوجت وعد وعدنا للدار ونحن نشعر بالألم لفراقها والفرح لزواجها
        مشاعر متناقضة لكننا كنا فعلا نشعر بها , ريهام كان حالها أسوأ لأنها كانت تقيم مع وعد في نفس
        الغرفة فحين عادت لتنام ورأت سرير وعد فارغ شعرت بالألم والحزن رغم أنها لم تفق من صدمتها الأولى
        وفراقها لخالد , كانت الغرفة موحشة بلا وعد والحياة مملة بلا خالد , كل شيء يدعو للكآبة والألم
        والحزن .




        0000000000000000000000000


        في الدار بنات لهم أهل ويكونون الأم والأب مثلا منفصلين


        ووحدة كان لها أب وأمها متوفية , أو أمها متزوجة ,أو غير سعودية وسافرت لبلدها
        يعني الدار تقبل من يتخلى أهلهم عن حضانتهم
        فمثلا لو رفضت الدار استقبالهم هل ستضمن أنهم سيتربون جيدا ويدخلون مدارس
        ويتعلمون , أتوقع رفضهم سيسبب مشاكل أخرى وانحرافات وغيره ,لأنهم ماجابوهم
        للدار إلا وهم ناوين يخلون مسؤوليتهم ومافيه حل غير قبولهم في الدار000

        ---------------------------------------------------------------------------------------
        كانت هنالك إحدى الحاضنات في الدار كبيرة في السن فهي أم
        لأغلب أبناء وبنات الدار , كثيرون من هم تربوا على يديها , كانت تتذكر
        تفاصيل قدومنا للدار كلنا , فهي كانت من أوائل الأمهات اللاتي توظفن في الدار
        كان تعيينها قبل أكثر من أربعين سنة مع بداية ***** إحدى الدور , كلنا كنا نناديها بماما
        سواء كبار أو صغار , وكل الذين تزوجوا كانت هي أمهم وكانت هي من تسعى لتزويجهم وأغلب
        أبناء الدار كانوا يجعلونها هي من تختار لهم ويستشريونها فيمن تناسبهم , كلنا كنا نحبها
        وحين أصبحت في الستين من عمرها أحيلت للتقاعد الوظيفي لكنها لم تتقاعد من قلوبنا
        ولا من تواصلها فكانت تزورنا باستمرار , وتتصل وتكلمنا وتسأل عنا واحدة واحدة حتى أبناء الدار
        الشباب يتواصلون معها ويزورونها في بيتها , والمتزوجات كذلك بينما تأتي لزيارتنا نحن في الدار
        وتشاركنا في أفراحنا وكل مناسباتنا , في أحد الأيام تفاجئنا بدخولها المستشفى على إثر جلطة
        تعرضت لها , ذهبنا لزيارتها وكانت ترقد في العناية المركزة ويمنع زيارتها فكنا نراها فقط من بعيد
        من خلال النافذة الزجاجية راقدة مستسلمة كأنها ميتة
        والأسلاك تحيط بها من كل جانب , وحالتها يرثى لها , بكينا عليها كثيرا وتأثرنا بحالتها
        فكنا ندعو لها بالشفاء ونسأل الله في كل حين أن يشفيها ويلبسها ثوب الصحة والعافية
        مرت أيام وحالتها لم تتحسن بل ربما تزداد سوءا وبعد أسبوعين جاءنا خبر وفاتها
        انتقلت لرحمة الله , والكل يبكيها , انتقلت لرحمة الله والكل يرثيها , والكل يذكرها بخير
        ويدعي لها بالرحمة والغفران ...
        ورغم مرور عدة سنوات على وفاتها إلا أننا مازلنا وندعو لها .....
        رحمك الله أمي فاطمة وأسكنك فسيح جناته ....

        تعليق


        • حجم الخط
          #19
          رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

          سبق وأن ذكرت لكم إنه كثير من أبناء الدار نجحوا في حياتهم لكن أعتقد أن أغلب
          من نجحوا وأصبحوا في مراكز مرموقة ,أخفوا حقيقتهم وقلة فقط هم من يعلمون أنهم من أبناء
          الدار ,ويقال إنه في فترة من الفترات هناك وزير دولة من مجهولي الهوية وأيضا أنا أعرف
          اشخاص مشاهير وأعتقد أنكم تعرفونهم جيدا كانوا من أبناء الدور لكني لم أسمع
          أو أقرأ لهم أي تصريح صرحوا فيه بأنهم من أبناء الدار لذا حفاظا على خصوصيتهم لا أود
          الحديث عنهم لأنني بمجرد حديثي عنهم ستعرفونهم
          هناك طيار وطبيب ومهندس ومعلم وكثر وكذلك بنات الدار
          هناك معلمات وممرضات وطبيبات ومتعلمات كثر .....

          ---------------------------------------------------------------

          قبل عدة سنوات جاء للدار مولود صغير جميل وجذاب وبه براءة طاغية
          ورغم أننا اعتدنا على رؤية المواليد إلا أن فيصل منذ أن رأيته أول يوم
          أحببته جدا , ربما لأني أول من حملته من الدار حيث كنت متجهة للخروج من الدار وصادفت
          الممرضة وهي تدخل به للدار قادمة من المستشفى بعد أن أنهى الفحوصات
          وكانت أمه قد تنازلت عنه في المؤسسة , أو ربما لأن فيه شيء يجذب لا أدري
          إن كنت رأيت فيه طفولتي تخيلت أنني كنت أشبهه حينما كنت بعمره
          المهم أنني أحببته كثيرا وشعرت تجاهه بالحب والعطف والحنان ومشاعر
          كثيرة فأصبحت كل يوم أذهب إليه وأقضي أغلب يومي معه إما في أسرته
          أو أحضره لأسرتي حتى إن كل من أراده لا يبحث عنه فيعرف أنه موجود
          عندي ,وحين أخرج إلى أي مكان اصطحبه معي وأصبحت لا أفارقه أبدا
          ومرت الأيام وكبر فيصل وأول مانطق من الكلمات كانت كلمة ماما
          وأصبح يناديني ماما , وحينما أصبح عمره ثلاث سنوات جاءت
          للدار أسرة بديلة كي تتولى حضانته ولم يخبروني
          بذلك وتمت الإجراءات دون علمي وبعد أن انتهوا من كل شيء صارحتني
          إحدى الأخصائيات بأن فيصل سيرحل ويذهب مع أسرة بديلة هنا رفضت


          بشدة وعارضت قلت لها : "فيصل لا ,,, فيصل لا خليهم يدورون غيره
          ماكثر الله من عيال الدار إلا فيصل لا يآخذونه , قالت لي لكنهم ارتاحوا ل
          فيصل ويريدونه هو كنت أرفض بشدة كيف سيغادرنا فيصل وكيف ستصبح
          الحياة بدونه والدار بدونه " إن ذهب إلى أسرة بديلة هذا
          يعني أنني لن أراه مجددا ,ثلاث سنوات وفيصل يكبر فيها أمام عيني
          ثلاث سنوات وأنا أرقبه وهو يتحرك ويضحك ويلعب ويحبو ويمشي ويتكلم
          لم أكن أتخيل رحيله ....ربما كانت أنانية مني أن أحرمه من أن يعيش وسط
          أسرة بديلة تعوضه عن فقدان أسرته , لكني كنت أحبه
          وكنت أعلم أن رفضي لرحيله لن يغير شيئا فهو سيرحل رغما عني
          الجميع كان يقول لي افرحي له لأنه سيعوض الكثير مما يفتقده في الدار
          سيكون له أبا واحدا وأما واحدة وسيكون له حياة أجمل
          من حياة الدار , لكنني لم أفرح ولم أشعر بالفرح بل كنت مكتئبة جدا لرحيله
          بعضهم اتهمني بالأناينة فقالوا لو كنتي تحبينه حبا حقيقيا لتمنيتي له الخير
          والحياة السعيدة , هل يضمنون أن يكون سعيدا مع أسرته الجديدة
          كم أولئك الذين تم سحب حضانتهم من الأسر البديلة لإهمالهم وتقصيرهم ؟؟؟
          هل حقا حياته معهم ستكون أفضل من حياته معنا ؟؟؟
          رحل فيصل وبعد رحيله قررت أن لا أتعلق بأي طفل جديد خوفا من أن يرحل
          ويجر معه في رحيله بعض من أشلاء قلبي , ويخلف لي المزيد من الألم ....
          رحل فيصل ولم أره منذ يوم رحيله إلا مرة واحدة وهي بعد أسبوع من رحيله
          حين عاد بصحبة أمه الجديدة التي جاءت لتأخذ بقايا أغراضه وملابسه وألعابه .....
          رحل فيصل وكان يوم رحيله يوما من أسوأ الأيام التي مررت بها ....


          000000000000000000000


          في الدار من ينجح في المدرسة يكافأ ومن يرسب لعاقب عقابا معنويا
          فيحرم من السفر ومن أغلب الرحلات ومن هدية النجاح وهي غالبا عبارة عن مبلغ
          مادي لايقل عن ألف ريال وأحيانا ألفي ريال نشتري بها مانريد ....
          في إحدى مراحل طفولتي كانت أمي مصرية الجنسية وهي ماما انتصار
          وحين ننجح كانت تذهب معنا للسوق لنشتري مانريد وغالبا كنا نشتري ألعابا
          ما أن نصل للدار حتى نبدأباللعب بها والذي ينتهي بتكسيرها , وكانت دائما توبخنا لهذا
          السبب قائلة لنا : ياخرابي إيه اللي بتعملوه ده دنتوا مابتعرفوش تقدروا
          قيمة النعمة اللي إنتوا فيها حرام عليكم دي بشوية وشويات
          تقوموا تكسروها كدا طب دا فيه ناس ماحيلتهموش حاجة وبيتمنوا نص اللي عندكم ....الخ
          المهم أنها كانت طيبة معنا و تحب تلعب معنا وكان في أسرتنا بلكونة كنا في الدور الثاني
          على ارتفاع مترين تقريبا وكنا نحب نجلس ونلعب فيها معها وفي إحدى المرات
          كانت ماما انتصار تقف على حافة البكلونة وتقول : عاوزيني أطيح ياولاد
          ونحن نصرخ بصوت واحد لا لا , وهي تضحك وتعيد نفس الجملة : عاوزيني أطيح ياولاد
          وفجأة وإذ بها تسقط من تلك البلكونة حقيقة لامزحا , وحين نظرنا وجدناها مستلقية
          على الأرض هنا أخذنا نصرخ ونبكي وكنت أنا أجري في أرجاء الدار وأقول ماما انتصار
          ماتت , ماما انتصار ماتت , وتجمعن الحاضنات حولها , وكانت ضخمة جدا حتى إن أحدا
          لم يستطع حملها , واتصلوا على الأسعاف ونقلوها للمستشفى وأتضح أنها أصيبت
          بكسور في بعض فقرات العمود الفقري , ورضوض عديدة , وكسر في اليد اليمنى
          وإصابات في الرأس ,وكنا نذهب لزيارتها وهي تبكي وتدعي على نفسها


          وتقول : دنا بستاهل اللي جرى لي ,ربنا يآخدني ......الخ
          هنا وكعادة الدار تنازلت عن خدماتها وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر سافرت خروج نهائي لمصر
          حيث رفضوا في الدار أن يعيدوها لوظيفتها وقالوا نخشى أن يقلدك الأبناء في تصرفاتك الحمقاء
          واتهموها بأنها مخطئة حين مزحت تلك المزحة التي كادت تقضي عليها ,
          والتي كانت كفيلة لتخلي الدار عنها وهي طريحة الفراش غادرت لبلادها
          بعد أن استعادت صحتها ولم نعد نعرف عنها شيئا , لله درك ياماما انتصار
          وأطال الله في عمرك ....

          -------------------------------------------------------------------------


          وعد التي حدثتكم عن زواجها لم تكن هي الوحيدة التي تزوجت
          وغادرتنا كثيرات تزوجن غيرها بعضهن لم يفارقننا ومازلنا نتواصل
          معهن حتى يومنا هذا فكثيرات من أخواتي المتزوجات يأتين لزيارتنا
          ونذهب لزيارتهن , حتى وعد مازالت تزورنا وتتواصل معنا رغم أنها في بداية
          زواجها كانت تقيم في مدينة أخرى , لكنها كانت تزورنا في الإجازات وتتواصل
          معنا بالمكالمات , وقبل مدة انتقل عمل زوجها للرياضوأصبح تواصلنا أكثر
          نزورها وتزورنا تشاركنا في العيد والاحتفالات وكل المناسبات
          وهي ولله الحمد تعيش في صفاء ولا يكدر صفو حياتها إلا شيء
          واحد وهو عدم إنجابها ورغم مرور عدة سنوات على زواجها إلا أنها لم ترزق بأطفال ....
          لكن بعض من أخواتي منذ زواجهن انقطعن عن زيارتنا وانعدم التواصل
          بيننا ربما يردن أن ينسين أنهن كن من الدار , خاصة اللاتي كان لهن
          أسر صديقة فبعد زواجهن يكون أكثر تواصلهن مع أسرهن
          البديلة فتشبه العلاقة بينهم وبيننا شبه مقطوعة ...
          سحر من قبل زواجها وهي تردد بأنها إن خرجت من الدار فلن تعود إليها
          طبعا هي كانت معنا في الدار وكان لها أسرة صديقة منذ طفولتها
          يتواصلون معها ويكلمونها بالهاتف وحتى في أيام تجهيزاتها لزواجها
          طبعا هي تزوجت بأحد أبناء الدار لكنهم كانوا يقفون معها ويساعدونها
          في التجهيزات وفي إعداد الحفل
          ويوم زواجها لم تدعو جميع بنات الدار بل اختارت عدد معين سواء
          من البنات أو الحاضنات أو الموظفات وقالت إن أمها " في الأسرة الصديقة "
          ستدعو عدد كبير من قريباتها وجاراتها وزميلاتها لذا هي لا تريد
          أن يكون الحضور كبير من الدار كي يكون الحفل أكثر تنظيما , لم أذهب
          لزواجها رغم أنها دعتني إليه لكني رفضت الذهاب وأنا أرى بعض إخوتي
          الصغار يبكون ويريدون الحضور , لم أذهب لأنني كنت أراها
          تهتم بمدعوات أمها من خارج الدار ولأني شعرت بأنها دعتنا فقط
          من باب تأدية الجواب ولم يكن يهمها حضورنا بل ربما كانت تتمنى أن لا نحضر
          ذهب عدد بسيط من الدار وحضروا الزواج , تزوجت سحر
          وتركت الدار ولم تعد إليها , فصدقت حين قالت إن خرجت من الدار لن
          أعود إليها أبدا ...خرجت سحر من الدار ولم تسأل عن أحد منذ زواجها
          رغم مرور أكثر من سنتين ....
          كنت على يقين أن سح لا تشعر بالارتباط للمكان الذي عاشت
          وتربت فيه ولا تكن مشاعر لإخوتها الذين شاركوها طفولتها وحياتها في الدار
          وفي كل شيء , كنت ومازلت أشعر أنه ليس بإمكاني تجاهل حياتي في الدار
          حتى لو قدر لي الخروج منها يوما ما لا أستطيع نسيانها ولا نكرانها
          ولا شطبها من حياتي لأنها جزءا مني
          كيف بإمكاننا أن نعيش بلا ماض وبلا ذكريات وكيف ستكون حياتنا دونها ....
          كنت ومازلت وسأظل أفخر بكوني نشأت وتربيت في الدار
          ولن أتخلى يوما عنها أو أخجل منها ....




          000000000000000000

          حينما كنت بالصف الأول الإبتدائي شاركت في الحفل الختامي للمدرسة
          كنت الأولى على الفصل والثالثة على الصف طبعا أولى كانوا ستة فصول تقريبا
          وكنت مشاركة في الحفلة النهائية حيث أنشدت أنشودة مازلت أحفظ كلماتها
          حتى يومنا هذا وهي أنشودة عن الأم أنا ومجموعة من زميلاتي
          أمي أمي أحلى نغم يجري عذاب بفمي ودمي أنا أهواه وأردده بالحب الغالي أنشده ....الخ


          أمي أمي أحلى نغم
          يجري عـذبـاً بفمي و دمي
          أنا أهـواه و أردده ... بالحب الغالي أنشـده

          نـغـــم حـلــو عــــذب
          قـد زيـّـنـه هـذا الحب

          سهرت ليـلاً كي تحـرسني
          كـم أعـطـتـنـي لـتـربـيــنـي

          فلـها دين لن أقضيـه
          أحيـا عمري لأوّفـيـه

          و رسـول الله يـبـشرنـا
          أن نــرعـاهـا ويـذكــرنـا

          فارضي عـنـا يـا أمـــــــاه
          فارضي حتى يرضى الله

          أمي أمي أحلى نغم


          يجري عـذبـاً بفمي و دمي
          أنا أهـواه و أردده ... بالحب الغالي



          حين وقفنا على المسرح لننشدها كنت أنشد لنفسي , زميلاتي أمهاتهن كن حاضرات
          إلا أنا حتى أمي الحاضنة لم تستطع حضور ذلك الحفل , وكانت إحدى الأخصائيات قد
          حضرت عوضا عنها , كنت أنشد أمي وأرى أمهات زميلاتي وهن يلوحن بإيديهن لبناتهن
          بينما لم يلوح لي أحد , في نهاية الحفل تم توزيع الشهادات على المتفوقات وحصلت
          على شهادة تفوق مازلت أحتفظ بها حتى الآن وما إن انتهى الحفل حتى أسرعت كل واحدة
          من زميلاتي بشهادتها لأمها وكل أم أمسكت بشهادة ابنتها وحضنتها وكانت سعيدة بتفوقها
          إلا أنا لم أجد من يمسك بشهادتي ولا من يفرح لأجلي كنت أتجول بشهادتي في فناء المدرسة
          وكأنني أتسول بها باحثة عمن يفرح بها معي ويبدو أن الأخصائية أشفقت علي فنادتني
          لترى شهادة تفوقي وتشجعني ببعض الكلمات , وتعدني بأن تكافئني .....




          000000000000000000000

          اقتباس:
          طيب سؤالي : اش مصير بنت الدار الي تزوجت ثم حدث طلاق ؟ وهل يسمح لها بزيارة اولادها ؟ومامصير اولادها اذا تخلى عنهم الاب ؟
          يرجعون للدار لكن مو لنفس الدار اللي طلعوا منها لا يرجعونهم بس لدار أخرى
          ويوفرون لها عمل وإذا أبناءها معهم يستقبلونهم أيضا وإذا مو معها يسمحون لها بزيارتها


          اقتباس:
          2/ اذا تخرجت بنت الدار وكانت الوظايف مثلا خارج مدينة الرياض يسمحوا لها بالذهاب ولايكون هناك تنسيق مع الجهات المعنية بحيث يكونوا حالة خاصة ويتوظفوا داخل الرياض ؟
          لا أدري لكن إذا كانت الوظيفة بمدينة فيها دار فيسمح لها بالإقامة في الدار يعني لما تتوظف
          وحدة مثلا بالقصيم وهناك دار يخلونها تقيم في دار القصيم وهكذا ....
          أما المدن اللي مافيها دار فيتم نقلها لمدينة أخرى بالتنسيق بين الدار ووزارة التربية والتعليم ...


          اقتباس:

          3/ والبعثات الدراسية خارج الممكلة مسموحة لبنات الدار ؟ولا هي من المحظورات ؟

          في الفترة الأخيرة سمحوا بها لكن بشرط وجود المحرم وهو الزوج طبعا يعني لازم الوحدة تتزوج
          بعدين تروح بعثة ...




          000000000000000000000

          أحب أن أوضح نقطة مهمة
          وهي أن كل مجهول هوية لقيط
          ولكن ليس كل لقيط مجهول الهوية ,,,,
          يعني فيه لقطاء لكن معروفين أمهاتهم
          وأحيانا حتى الأب معروف وعادة يجيبونهم
          من المؤسسة بحيث تكون الأم بالمؤسسة
          تقضي عقوبتها , وغالبا يتنازلن عن أبنائهن
          يعني هذي صورة ثانية لتخلي الأم عن طفلها بدون مبرر ....
          ولحد يقول إنها ما أخطأت وإلا نالت عقابها لأن العقاب اللي نالته
          أقل بكثير مما تستحق ....
          الشيء الثاني إنه حتى مجهولي الهوية اللي مانقدر نحصرهم بالعدد
          أغلبهم تخلوا أمهاتهم عنهم يعد أن ألقوا بهم أمام مستشفى
          أو مسجد أو أرض صحراوية يعني مافيه مبرر يخلينا نلتمس لهم العذر
          فلنفترض إنه فيه حالة اختطاف , اختطف فيها الابن وألقي به في أي مكان عام
          انتقاما من الأهل , أين الأهل , ألم يبحثوا عن ابنهم أقل مايستطيعون فعله
          تقديم بلاغ بمركز الشرطة , والأطفال لا يتم وضعهم في الدار إلا بعد التأكد
          من جميع مراكز الشرطة بعدم وجود بلاغات بفقدانهم , طيب لو قلنا في حالة


          من الحالات إنه الأهل كانوا جاهلين ومابلغوا ولا دوروا ورضوا بالقضاء والقدر
          ستكون هذه حالة استثنائية , واحد بالألف لنقل واحد بالمية , والبقية هل كلهم
          حالات اختطاف , أم أن أهلهم أجبروا على التخلي عنهم ؟ أم أنهم تخلوا برضاهم ؟؟؟




          00000000000000000


          اقتباس:
          ودي اسئلك عن الاخصائيات الاجتماعيات وكيف عملهم ..وهل يحاولون يتقربون منكم ويكونون صندوق اسراركم ويعطونكم الرائي وتشااوروونهم
          الأخصائيات عملهم المتابعة من الناحية الدراسية , التربوية , الاجتماعية , وعلى حسب الأخصائية
          والفتيات فمن الممكن أن تكون علاقة الفتاة بالأخصائية قوية وتودعها أسرارها وأحيانا تكون علاقة
          الفتاة بالأم أقوى منها بالأخصائية ...



          ------------------------------------------------------


          من يتخلى عنه والداه بعد الزواج فهو شرعي وعندنا بالدار كثير تخلوا أهلهم
          عنهم لكنهم شرعيين يحتفظون باسم الأب والعائلة ولا يعتبرون مجهولي الهوية أو لقطاء
          لأنهم معلومي الهوية وفقط أيتام , كان عندنا مجموعة أخوات أبوهم طلق أم ثنتين منهم
          والثالثة أمها متوفية , وولد من زوجته الثالثة , يعني عياله اللي كانوا عندنا كانوا من كذا زوجة
          وحدة من زوجاته جات تطالب بحضانة بناتها ورفض أبوهم وكان يزورهم ومتزوج ثنتين أظن
          وعياله وش كثرهم ومتى ما طلق جاب له مجموعة ورماهم عندنا بالدار ومدري ليش كانوا
          مخلينه كذا يقال إنه عرض عليه بيت مجانا يجمع فيه عياله ويربيهم ورفض , مدري كيف كان
          ومازال عايش ومبسوط وهو مايدري عن عياله ....



          000000000000000000

          اقتباس:
          بعض الاستفسارات التي اتمنى ان تكون مرضيه

          هل يحق لي ان اتبنى احد الاطفال من الادار ليوم او يومين
          حجة للنزهات وكسب الاجر !!

          نعم يحق وتسمى أسر صديقة يعني تأخذ الطفل لأيام ثم تعيده للدار كيومي الخميس
          والجمعة أو الإجازات ...


          اقتباس:
          وماهي الشروط ان حق لي ذلك ؟


          لا أعرف الشروط بالضبط , ولكنها ميسرة والدليل أنهم كثر الذين يأتون للدار
          ويطلبون أن يكونوا أسر صديقة , والدر تسعى لأن يكون لكل ابن وابنة أسرة صديقة خاصة
          أنه من خلالها ينطلق الطفل لبوابة العالم الخرجي ويتعلم أشياء قد لا يتعلمها في الدار ....




          000000000000000000



          مجهولة الهوية التي تم تسميتها أمل ترد على احدى الاخوات

          اقتباس:
          انا لله وانا اليه راجعون
          خطأ خطأ خطأ شنو هذا يتزوج ينجب ويقطط عياله لا وفوق هذا يحرم اولاده الجو الاسري ويحرم الامهات من تربية عيالهم شالسالفه قسما بالله احس بحنق وقهر شنو يعني عندهم فلوس وملايين يصرفونها على تربيتهم بالدار وبقتراحهم فتح بيت له وهو رافظ عريس الغفله وهم يتجاوبون مع رفضه بتربيتهم كايتام شنو هالمسخره الطفل بحضن امه بلقمه قليله في اليوم لابعيد عن حظنها حسبي الله ونعم الوكيل
          يمكن ردي قاسي ويحذف لكن غلط والله غلط انا اقول لو يعطون الامهات مبلغ شهري يعينونهم به على تربيتهم عيالهم ووضع حد لهالمستهتر ابوهم افضل بكثير من اعالتهم بالدار كايتاممممممم
          لاحول ولا قوة الا بالله


          لكن ماهو الحل ؟؟؟؟
          إذا كان الأب لا يريد أن يربي أبناءه ويرفض تربيتهم كيف يجبر ؟؟؟
          عن طريق القوة ؟؟؟ وهل ستفيد ؟؟؟
          طيب فرضا قال خلاص وأخذهم وحطهم بالبيت اللي عطوه إياه الحكومة وتركهم وأهملهم
          ولا رباهم ولا درسهم الأكل والمصاريف مو كل شي لأنهذي الدار توفرها لأي أب أو أم يعجز
          عن حضانة ابنه لهذا السبب , لكن هناك أشياء أهم من الأكل والشرب وهي التربية وإذا كان الأب
          عاجز أو لايريد تربية ابنه فالأولى أن الدولة تربيهم لأنه أحسن من ضياعهم وانحرافهم في الشوارع
          من نلوم أكثر الأب الذي اعترف أنه غير قادر على تربية أبنائه ورماهم في الدار أو نلوم اللي يدعي أنه
          بيربيهم وعايش حياته وتاركهم لا تربية ولا حتى مصاريف وآخرتها تلقينهم يا بالسجون يا مدمني مخدرات
          يا مجرمين , يعني ع الأقل غيره اعترف بعدم قدرته لكن اللي يرفض يحضرهم للدار بحجة الفضيحة
          أسوأ حالا لأنه حرمهم التربية والرعاية والجو الأسري وحرمهم من فرصة إنه غيره يتولى هالشيء
          وأن أشوف الحكومة ماقصرت , بالعس هي ماتتولاهم وتربيهم إلا بعد ما تسلك شتى الطرق في إنه
          يكون لهم أسرة ووجودهم في الدار أفضل من ضياعهم مع أسرهم ...




          0000000000000000000000

          اقتباس:
          اختي امل في شي غريب بالكلام اللي ذكرتيه عن الاب اللي اتخلى عن عياله واودعهم الدار وحرم امهم منهم
          طيب مب في هذي الحاله يعتبر الاب تنازل عنهم للدار يعني ما عاد له سلطه عليهم صح طيب ليش ما يعطون الام حق الوصايه لعيالها في هذي الحاله لانها احق بحضانة عياله من اي احد ثاني وبالعكس في حالة هذا الاب المستهتر المفروض القاضي على طول يحكم للام بالحضانه انا اشوف انه الاب والقاضي والجكومة والدار كلهم اتجاهلوا وجود الام واحرموها من عيالها وبدل البيت اللي عرضوه للاب عشان يعيش عياله ورفض يعطون البيت للام ويوفرون لها شغل او راتب شهري تصرف على عيالها واتعيشهم بجو اسري حقيقي

          بصراحه استغربت من القصة هذي وعورني قلبي على الام ما ادري كيف تم تجاهلها

          تقبلي مروري عزيزتي

          بصراحة أنا ما أدري يمكن الأم اللي رفضوا حضانتها كان فيه سبب معين
          خلاهم يرفضونها ولكني أجهله فأنا لا علم لي بكل مايدور في أروقة الدار ...
          لكن بالمقابل فيه أمهات بعد الطلاق راضيات إنه عيالهم يعيشون في الدار ولا طالبوا
          بحضانتهم , الدار ماتفرض على أحد شيء فما تفرض على الأم أو الأب الحضانة
          ومو كل اللي تطلقوا جابوا عيالهم للدار ونسبة الأيتام في الدار اللي لهم أهل منفصلين
          أو متوفين قليلة جدا لا تقارن بنسبة الذين يعيشون مع أحد الأبوين ...




          000000000000000000


          أحضروا لنا في أحد الأيام مولود جديد رضيع
          وكانت أمه في المؤسسة , يقال إنها صغيرة في العمر
          لاتتجاوز الرابعة عشر من عمرها وكانت تذهب لبقالة مجاورة لمنزلهم تشتري منها
          والبائع كان من جنسية عربية فاستغلها وأغراها بالحلويات وأقام معها علاقة بينما أهلها
          لم ينتبهوا لها إلا فيما بعد , ولم يشكوا يوما فيها نظرا لصغر سنها , المهم بعد أن حملت
          وأن عرفت الأسرة بالأمر قدموا بلاغ وتم حجز الفتاة في المؤسسة ولا أدري عن البائع
          إن كان نال عقابه أم رحل قبل أن يعاقب وبعد ذلك تنازلت الفتاة عن ابنها وكان معنا في الدار
          إلى أن أنتقل فيما بعد لدار أخرى خاصة بالبنين كان شقيا جدا وكثير الحركة والإزعاج
          حتى إن اسمه أصبح دائما يرتبط بالمشاكل فأي مشكلة تحدث تتجه أصابع الاتهام نحوه مباشرة
          وأي شيء نجده مكسور أو ضائع نعرف أنه هو وراء كسره أو فقدانه ....
          حين ننجح كانوا يقيمون لنا حفلات نجاح إما بالدار أو باستراحة وكنا نحب تلك الحفلات بل ربما
          نجتهد وننجح لأجلها , طبعا تلك الحفلات يحضرها جميع أبناء وبنات الدار حتى من رسب يحضر تلك
          الحفلة , إحدى أخواتي كانت دائما ترسب بل في إحدى المراحل الدراسية رسبت وعادت السنة
          ثلاث مرات وكانت هي أكثر من يفرح بتلك الحفلات حتى في رسوبها فهي أول من يستعد للحفلة
          في الحفل تبقى طيلة الليل بجانب الاستريو وتختار الأغاني التي تريدها وترقص طوال الليل و لا تعطي
          أحدا فرصة في اختيار مايريد من أغاني ,فكانت تتفاعل مع حفلات النجاح وتعشقها ...
          كان الكل يتهمها بالكسل والبلادة لأنها كثيرة الرسوب ويزعمون أنها لن تكمل الدراسة
          ويقولون لها " لو جبتي الثانوي نعمة " والآن بعد مرور سنوات نجحت والتحقت بالجامعة تخصص لغة انجليزية
          بكلية اللغات والترجمة وقابلتها قبل فترة وسألتها عن أمور الدراسة وأجابتني بأنها تسير على مايرام
          فهي اختارت التخصص الذي تعشقه , فمنذ طفولتها وهي تجيد اللغة الانجليزية وكأنها لغتها الأم
          بل حتى كانت تجيد اللغة الفلبينية تحدثا ,أما الانجليزية فهي تجيدها تحدثا وكتابة ....


          ----------------------------------------------------------------


          في طفولتي كما ذكرت لكم سابقا أننا أو ع الأقل أنني كنت أتصور أن الأم
          وهي الحاضنة التي تتولى رعايتنا في الدار أنها قوية جدا ولا تخاف من شيء
          وكنت أظن أنها تملك قوة لا يملكها أحدا غيرها , فهي في نظري كانت الأم والأب
          تتولى رعايتنا وتعاقبنا وتكافئنا , كنا نحبها ونحترمها ونخاف منها ونكن لها مشاعر كثيرة
          لكننا لا نكرهها ولا أعتقد أن أي من أخواتي وإخوتي قد كرهوا أي أم مهما كانت قاسية
          ومهما كان عقابها لنا , لأنه مهما بلغت القسوة فيها تتضح لنا جوانب أخرى من شخصيتها
          في مواقف أخرى فهي على ألأقل تربينا بينما تخلت أمهاتنا عن تربيتنا , تسهر لأجلنا إذا مرضنا
          تحضر حفلات نجاحنا وحفلات المدرسة ونادرا ماتتغيب عنها لسبب ما , حتى في العيد فتلك
          الأم تقضي العيد معنا وننعم بوجودها معنا بينما يحرم أبناؤها الحقيقيون منها في يوم من أهم
          أيام السنة في يوم لا يتكرر كثيرا , فلا أعتقد أن أما أخرى ستفعل مايفعله أمهاتنا في الدار
          في طفولتي كانت كل أم في الدار هي أمي , فأمهات الدار كثر وموزعات على أسر عديدة
          لكننا اعتدنا أن أي أم في الدار هي أم لجميع أبناء وبنات الدار فنناديها بماما بغض النظر
          عن عمرها وعن جنسيتها وعن أي شيء آخر , وحينما كبرت تغيرت مفاهيم كثيرة لدي
          فأصبحت أخجل من اقول ماما لأي أم خاصة إذا كانت في عمر مقارب لعمري وأعتقد أنني منذ
          سنوات عديدة لم أنادي أي حاضنة بماما إلا أمهاتي القديمات اللاتي أعرفهن من طفولتي
          وأراهن في بعض المناسبات , أيضا اكتشفت أن تلك الأم التي كنت أعتقد أنها قوية ومتسلطة
          ولا تخاف من أحد والكل يخاف منها ويحترمها ليست إلا إنسانة بسيطة ضعيفة جدا , تعمل
          لساعات طويلة من أجل ظروفها , وأن هناك من يستغل حاجتها ليكلفها بما تقوى ومالا تقوى
          ضغوط عديدة تتعرض لها تلك الأم , ظروف أسرية و ظروف عمل صعبة ومهام كثيرة يجب
          أن تنجزها على أكمل وجه , وأي خطأ تقع فيه قد يعرضها للفصل , تعامل سيء يلقينه من بعض
          الموظفات كم مرة رأيت أم وهي تبكي بحرقة ,,, كم مرة رأيتهن وهن يندبن حظهن


          كم مرة رأيت أم وهي تتوسل للإدارة أن لا يتم فصلها من العمل لأنها تعيل أسرتها أو أبناءها
          الذين تخلى عنهم والدهم , فأصبحت ومازلت أشفق كثيرا على تلك الأمهات بعد أن كنت أخافهن
          في أحد الأيام فوجئنا برحيل أم لم تعد تستطبع تتحمل الضغوط كان رحيلها مفاجئا
          بكينا لأجلها كثيرا , توسلنا لها أن تعود ليس لأجل الدار بل لأجلنا , رفضت ورحلت كما رحل
          الكثير غيرها , أم كانت تبكي لأنها زوجها سيأخذ أبناءها منها إن طلبت منه أن يصرف عليهم
          فخيرها بين أن تربيهم وتتحمل تربيتهم والإنفاق عليهم أو تتركهم له ليتولى هو تربيتهم
          رفضت بشدة فهم كل ماتبقى لها في هذه الحياة البائسة التي تحياها , جاءت لتعمل في الدار
          من أجلهم فتحملت الكثير لأجلهم كم هو محظوظين أبناءها لأن لهم أما تكافح وتحارب لأجلهم ....
          تحملت ضغوط العمل وساعاته الطويلة وأوامر لا تنتهي كانت تربي أبناء الدار وتربي أبناءها
          تعلم أبناء الدار وتعلم أبناءها , بل ربما أعطتنا أكثر مما أعطت أبناءها ومع هذا لم تحظى بشيء
          ضاع عمرها وهي تعمل وتعمل مقابل مبلغ زهيد قد لا يفي بمتطلبات أبنائها لكنه بالطبع
          أفضل من لا شيء ,,, كانوا بعض الموظفات يترصدن أخطاء الأمهات ويفتشن عن عيوبهن
          ويتتبعن زلاتهن لا أدري لم أليست الأم بشر قد تخطيء وتصيب ؟؟؟
          أليست بشر لها طاقة لا تستطيع أن تتحمل فوقها والله جل جلاله لا يكلف نفسا فوق وسعها
          فكيف بنا نكلف بعضنا بما يفوق طاقتنا ولانضع اعتبارا لهم ؟؟؟
          لله در كل أم عملت ومازالت تعمل في الدار وهي غير مرسمة في العمل لأنهن فعلا مكافحات
          وتحملن الكثير ....




          0000000000000000000


          وفعلا أنا لا أنكر أنه كان هناك أمهات لا يستحقون أن يكونوا أمهات وسبق وقلت لكم عن الأم
          اللي برمضان تمسك صينية السمبوسة وترمي على كل واحد حبتين ع السفرة وتمسك صينية
          اللقيمات وتسوي نفس الشي بكل الفطور وترمي الأكل علينا بطريقة مهينة
          ما كأننا أدوام مثلها وصايمين بعد وأم تحبسنا طول اليوم وأحيانا تنسى إنه حبستنا
          وأم لما تبغى تعاقبنا تحرمنا من الوجبة سواء أساسية أو وجبة العصر
          وأناما أتكلم عن هؤلاء الأمهات لأنهم أساسا مايعتبرون أمهات والحمدلله وجودهم في الدار مايطول
          شهور بالكثير ويفصلونهم , وبرضه كان فيه أمهات فلبينيات سيئات في تعاملهم معنا
          لدرجة إنه وحدة منهم خنقت واحد وبغى يموت بين يدينها على سبب تافه وثاني يوم سفروها لبلدها
          ومنعوا دخلوها , وكان فيه أم من جنسية عربية أيضا تسيء تعاملنا وأحيانا تآخذ من أغراضنا وترسل
          لعيالها , يعني أمهات كثر مروا علينا منهم السئية ومنهم الطيبة السيئات بقاؤهم في الدار مايطول
          مع إنه أحيانا مايدرون عنهم إلا بعد مايرتكبون مصيبة كآثار ضرب يلقونها بالابن أو يدخلون عليها
          فجأة ويشوفونها وهي تعامل الأبناء بقسوة وضرب وإهانات بدون سبب ...
          لكن أنا كنت أقصد الأمهات الأخريات اللي بصفة عامة تكون طيبة وتهتم فينا ونحبها ولما تغلط
          غلط بسيط ماله علاقة فين كأن تأخذ لها غفوة مثلا ويدخلون ويلقونها غافية على طول محضر
          وتهزيء ليش تنامين ممنوع طيب هي 12 ساعة متواصلة وهي تشتغل حرام لو غفت
          شوي ومو من زينها من غفوة قاعدة بنصنا وغافية يعني ماراح يجيها نوم عميق وسط الإزعاج ...
          يعني أحيانا يكتبون الأم محضر وتعهد على سبب ماله علاقة فينا أو إهمالها بالعكس تكون
          الأم من أفضل الأمهات وبس عشان مخالفة بسيطة يقومون الدنيا عليها ...


          ---------------------------------------------------------------------

          اقتباس:
          انقهر اذا بدأت اقرأ اسطرك وأحسست انها شارفت على النهايه ,,

          وبعدها اتمنى ان تكون لي المقدره بالدخول الى رأسك وأستمر بالقراءه ,,

          أحس إني ادمنت كتابتك لذلك لا تبخلين علينا ,, عادي وحتى لو كانت سوالف عاديه جدا مهوب لازم تجيبين اشياء مهمه .. اذكري حتى لون السياره اللى تطلعون فيها ومكيفها ,, تفلسفي علينا

          بس أهم شي لا تتوقفين ,, لا تتركينا .

          بس وش أقول
          غششوني وأنا بتكلم اسألوا عن أي شي تحبون
          تعرفونه عن الدار وأنا أقولكم عنه



          000000000000000000000

          في طفولتي كنا نحب لعبة مازالت مجودة ومازلت أحبها حتى يومنا هذا وهي لعبة
          إنسان وجماد ونبات و.....الخ , لكننا كنا نفضل أن نلعبها مع الأم وليس على الورق
          فنجتمع حول الأم وتمسك الأم بورقة وقلم تسجل فيها أسماءنا وتبدأ بالأسئلة فتطلب
          منا مثلا اسم جماد بحرف الميم وأول من يُجيب تضع له درجة في الورقة حتى ننتهي
          من اللعبة ثم تبدأ بجمع الدرجات , وغالبا ماننهي اللعبة بخلافات لأن عبدالله دايما كان يعترض
          على من أجاب ويدعي أنه هو أول من أجاب وحين يتقدم عليه أحدا يغضب كان أنانيا جدا
          ولا يهمه سوى نفسه , المنافسة غالبا كانت بيني وبينه بينما البقية اثنان منهم تربية فكرية
          وواحد لا يجيد اللغة العربية , وكنا دائما نضحك على إجابتهم فأحمد وسعد تربية فكرية
          ويشاركوننا اللعبة طبعا ولكن حينما تقول الأم اسم إنسان يبدأ بحرف الكاف يأتون بالكلمة
          دون تفكير مسبق فيقول أحمد كلب بينما كلب حيوان لا إنسان وهكذا سعد مثله بل أسوأ
          حالا منه لأنه أحيانا يأتي بكلمات بعيدة عن الحرف فحين تطلب الأم اسم مدينة تبدأ بحرف
          الكاف يقول مكة لأن فيها كاف رغم أنها لا تبدأ به , أما معاذ فهو لا يجيد العربية لأنه
          كان قادما من أسرة بديلة ولا يعرف الحروف العربية وكلامه كان مكسرا , فمرة من المرات
          قالت الأم اسم إنسان بحرف الهاء فأجاب بسرعة قائلا هنان = حنان , ومرة قالت اسم
          حيوان بحرف الهاء فقال هصان = حصان , وكان هنالك خالد لكنه صغيرا ولا يعرف اللعبة
          فالمنافسة غالبا بيني وبين عبدالله وننهي اللعبة بخلاف على من يستحق الفوز أو من سبق
          الآخر في الإجابة , عبدالله كان بطبعه أناني جدا وكان يغضب حين يتفوق عليه أحد لم يكن
          يملك روح المنافسة وتكون ردة فعله حين يخسر قوية فيبكي وأحيانا يمزق ورقة الدرجات
          ويعترض كثيرا , وكان يحب المحافظة على أدواته وألعابه فتتكدس عنده الأقلام والألوان والألعاب


          بينما كنا نحن نكسرها في أول يوم نستلمها فيه والأقلام نذهب بها المدرسة ونعود من دونها
          وكان هو الوحيد المحافظ حتى إنه أصبح المثالي في محافظته على كل مايخصه من أقلام وكتب
          وألعاب وملابس وأدوات أخرى , بل كان يحرم نفسه من اللعب بألعابه وأول مايستلمها يذهب
          ويخبئها في دولابه ولا يلعب بها ويشاركنا اللعب بألعابنا وإن رفضنا يكتفي بمشاهدتنا ونحن نلعب
          ونادرا مايخرج لعبة من ألعابه ويلعب بها وإن حصل يرجعها مباشرة بعد ماينتهي منها ويخبئها
          حتى الحلويات كان يخبئها لأيام عديدة حتى توشك على انتهاء صلاحيتها وتأمره الأم إما
          بأكلها أو مقاسمتنا إياها أو رميها لانتهاء صلاحيتها , كان لا يحب أن يشاركه أحدا في حلوياته
          ولا ألعابه ولا أقلامه بينما هو يحب أن يشاركنا في كل شيء , في إحدى المرات حين طلبت
          منه قلما رفض وحين طلبت منه الأم أن يعطيني القلم على أن أعيده وافق وقال بشرط إذا أضاعته
          تدفع لي خمسة ريالات بينما كانت قيمة القلم لا تتجاوز النصف ريال ....
          قبل ذهابه لدار البنين وبينما كان يستعد للذهاب ويجهز أغراضه كان هو الوحيد من الذين خرجوا
          خرج بالكراتين والأكياس والشنط العديدة وكانت أغراضه أكثر من أغراض كل الذين خرجوا معه
          بل رأيته خرج بألعاب لها سنوات عنده رحل لدار البنين وكبر ولا أدري إن كان كما هو محافظا
          وأناينا ومنافسا أم أنه تغير .....




          00000000000000000000

          اقتباس:
          اسأل الله ان يوفق اختي ويعوضك عن مافقديه في الدار الاخره

          اختي تحري للأجر في كتاباتك

          فقصتك هذه تجعل من يفكر في الزناء يتوب إلى ربه

          اختي تحمدي الله انك انولدتي في هذا البلد المسلم فوالله ان اكبر نعمه انك مسلمه

          اسأل الله ان يعز حكومتنا الرشيده واسأل الله ان يوفق من يعتني باللقطاء

          اخوك اللي مرة يبكي ومره يضحك

          اقتباس:
          اخ تعبت وانا اقراء ,, وانا بعد سجلت عشان موضوعك
          الله يسعدك حبيبتي وتكتبين لنا وانت عروسه ومقبوله بالماجستير بالتخصص اللي تتمني يارب
          حبيبتي امول ماتحسين ان الشباب (ّذكور) اكثر تأثر من البنات وألم ؟ مادري بس اتصور البنت له حريت التعبير اكثر من الولد؟
          وعندي ملاحظه على الامهات الحقيقيات فممكن تكون فاقده للعقل وتغتصب ويتخلص من جنينه ذويها!
          او حتى مراهقه وتجبر على التخلي عن طفله ,, او حتى ضعيفة شخصيه وليس له كلمه اومتسوله بشوارع ليس له اي اعتبار انساني فتأثر تركه بادار على ارتباطه بحياة كحياتها,, !!لا نعلم !!الله وحده هو الذي يعلم الدعو ى الله العلي العظيم ان يجمعنا في جنة الخلد في الفردوس الاعلى مع النبي صلى الله عليه وسلم و الصديقين والصحابه والشهادء.. آمين
          على فكر اعجبتني حييييييييييييييل زراعه الايس كريم

          اقتباس:
          وش تعني تربية فكرية يا أمل؟؟

          كنت أقصد ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعانون من تأخر عقلي أو تأخر العمر العقلي عن العمر
          الزمني ونسميهم تربية فكرية بدال مانقول متخلفين أو معاقين عقليا لأنهم يلتحقون بمدارس التربية الفكرية سواء الحكومية أو الأهلية ...




          00000000000000
          اقتباس:
          صدقتي ، وهذا اللي صار بالضبط
          عام 1408هـ فيه مجموعة من الشباب انتهت محكوميتهم وخرجو من الدار ، وبدل ما يروحون لبيوت اهاليهم راحو للسوق واشترو سكاكين ورجعو عند باب الدار
          ولما خرجو ( الجماعة اياهم ) بعد انتهاء دوامهم ، جندلوهم بالسكاكين
          وهربو ، وصارت مطارده كبيرة في جده هذاك اليوم بينهم وبين الشرطة
          القصة مشهورة ، وشكلت الحكومة لجنة لمعرفة اسباب الموضوع
          واتضحت الحقائق بعد ما كشفو على اجسام الشباب ولقو آثار الكرابيج على ظهورهم
          وفي الاخير تم طرد المجموعة كامله ، بعد علاجهم من أثر السكاكين
          يسعدك ربي


          لكن لا تقارن دار الأحداث بدور الأيتام سواء البنين أو البنات
          لأنه ناك فرق بينهم , فدور الملاحظة للأولاد = مؤسسة رعاية الفتيات
          وفعلا هم يختلفون عن دور الأيتام ولا أعتقد إنه من العدل مساواتهم بالأيتام حتى من ناحية التعامل
          الأيتام ضحية لكن اللي بدور الملاحظة جناة .....
          دور الملاحظة ومؤسسة رعاية الفتيات عقاب لمن ارتكب أي جريمة وهي عقوبة كالسجن لكن
          لفئات عمرية صغيرة , فأنا أسمع بهاو لم يسبق لي رؤية مؤسسة الفتيات ولكن كانوا يزرون
          بعض الأبناء أمهاتهم في المؤسسة وكنت أسمع إنهم لا يوفر لهم مايوفر لنا ,ولا يوفر لهم كماليات
          ولا يوجد من يخدمهم ولا عاملات نظافة ولا طباخات والفتيات هم اللي يتولون التنظيف والطبخ وطبعا
          ترفر لهم الأساسيات لكن يحرمون من الكماليات ويسمح لهم بالدراسة , وفي فترة العصر حلقات
          تحفيظ قرآن أو دروس دينية , لكن تخيل لو وفروا لهم الكماليات والدلع هل تتوقع بيحسون بغلطتهم
          أكيد بيطلعون وبعدها بكم بيرجعون لأنهم أساسا ماتعاقبوا ولاحسا بغلطتهم , لكن لما يعاقبون أكيد
          بيصير عندهم إحساس بالخطأ ويمكن يتوبون إلا عاد اللي ماعنده إحساس وسمعت إنه كثير منهم
          يطلعون وبعد كم شهر يرجعون دليل إنهم ماتابوا , فرضا وحدة عوقبت في المؤسسة لأنها على
          علاقة غير شرعية نتج عنها مولود طبعا المولود ضحية وبيكون مصيره الدار , والم تعاقب بوضعها
          في المؤسسة لأنها أصغر من ثلاثين سنة هل من المنطق أنهم يدلعونها ويخدمونها ويخلونها
          تستانس على كيفها وكأنها في بيتها وإلا لازم يكون فيه صرامة عشن تحس إنها أذنبت
          بالعكس العقاب اللي تتعرض له في المؤسسة أقل بكثير مما تستحق لأنها كم شهر وهي طالعة
          وعادي عايشة حياتها وناسية اللي صار لكن الابن هو الضحية لأنه بيعيش طول حياته كأنه معاقب ....
          طبعا العقاب يتفاوت من جريمة لأخرى فعقاب السرقة غير عقاب الخلوة غير الشرعية غير عقاب
          المضاربات غير عقاب الاعتداء ....الخ


          -------------------------------------------------------------


          في الدار هناك مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء بنات أو أولاد
          طبعا اللي إعاقتهم قوية كالشلل أو التخلف العقلي الشديد
          يتم وضعهم في دور التأهيل , وأما التخلف البسيط فعادة يكونون معنا مدموجين
          في الدور العادية , فيكونون شكليا عاديين وأشكالهم جدا عادية لا يختلفون عن الطبيعيين
          من ناحية الشكل , ويميزون كل شيء ويعرفون أسماءنا وأسماء الأمهات وأسماء الأشياء
          ويعرفون الأؤقام والحروف , يعني تخلفهم يكون بنسبة طفيفة والبعض منهم غير ملحوظة نسبة تخلفه
          وقد يعتقد الآخرون أنه سليم عقليا لأنه يتحدث بطلاقة ويفهم كل مايقال له , ولكن يلحقونهم بمدارس
          التربية الفكرية لأنهم أحيانا لا يتم قبولهم في المدارس العادية نظرا لأن لأن نسبة ذكائهم أقل من العاديين
          وبعضهم يكون ملحوظ عليه التخلف البسيط من حيث الكلام وبطء الاستيعاب وحين يسئل عن شيء
          يجيب عن شيء آخر , أحد أبناء التربية الفكرية كان مرحا جدا وذكي نوعا ما فأي شيء يتم فقدانه في الدار
          يحضره كان لديه حاسة سادسة يعرف بها أماكن المفقودات حتى إن البعض اتهمه أنه هو من يخفي الأشياء
          لذا يستطيع العثور عليها بسرعة فائقة , وتم اختباره ووضع كمين له بحيث خبأت إحدى البنات الكبيرات
          حقيبتها في مكان ما ثم طلبت منه أن يبحث عنها معها وفعلا ماهي إلا دقائق وقد عثر عليها
          وتمت تبرئته من تهمة سرقة الأشياء وإخفائها , وكان ذكيا جدا يحفظ جميع أرقام الأسر ربما أكثر
          من خمس عشرة تحويلة وكل تحويلة مكونة من ثلاثة أرقام فأي أسرة نود معرفة رقمها نسأله عنها ليعطينا
          الرقم مباشرة ,ويحفظ جميع الأناشيد وموهبته الأساسية في الحياة الرقص وأعتقد أن تلك الموهبة
          موهبة الرقص هي موهبة مشتركة لجميع أبناء وبنات الدار ....
          وكان يحفظ جميع الأرقام والحروف , ومع ذلك كان يعاني من تخلف بسيط أو ربما كان فئة بينية
          بين العاديين والمتخلفين , لذا كان دائما من أوائل المتفوقين في مدرسته , وأحد أبناء التربية الفكرية
          كان يحب ملابس البنات والشباصات وألوان الشفاه والماكياج والأحذية البناتية فكان دائما يتسلل
          لدواليب الغرف الخاصة بالبنات ويسرق من ملابسهن ويلبسها , منذ أن كان عمره أربع سنوات وهو لديه
          ميول أنثوي يحب كل شيء خاص بالبنات , وخاصة الكعب العالي وأصبح لا يمشي في الدار إلا بكعب
          وحين يمنع من تلك الأشياء يبدأ بالبكاء والصراخ وأحيانا تكسير الأثاث واستمر على ميوله الأنثوية حتى كبر
          وانتقل لدار البنين , وكان يكذب بدرجة غير طبيعية حتى إنه في الفترة الأخيرة أصبح لا أحد يصدقه
          ففي إحدى المرات في المدرسة أصر على أن الكرسي في المدرسة هو ملك له وقد أحضره معه
          من الدار , وحاولت المعلمات ثنيه عن أخذه معه وحاولت الأم التي جاءت لاصطحابه إلا أنه رفض
          وأخذ يبكي ويقسم أن الكرسي له ولم يخرج من المدرسة إلا والكرسي معه , وهكذا دائما كل شيء
          يريده يحلف أنه له ويصر على أنه ملكه , ومرات كثيرة حين يغضب من أي أم أو ابن يذهب ويشتكي
          للمديرة ويدعي أنها ضربته في البداية كان يتم تصديقه وبعد ذلك أصبحوا يكذبونه حتى أنني في إحدى
          المرات رأيت أحد الأولاد يضربه بشدة ومع ذلك لم يصدقه أحد حين اشتكى ....




          0000000000000000000


          اقتباس:
          ذكرتي لنا أكثر من قصه وتأثرنا بهم جميعا ,, اذكري لنا الجانب المشرق للدار ..

          اغلب من تربى بها لا يتمنى أن يعود لها سواء قالها صريحه كما قالتها احد بنات الدار ,,

          او لم يقلها صريحه ولكنه يتمنى الخروج .

          لا بالعكس ليس الأغلب , هناك من يحب الدار ويكن لها الولاء وهناك فعلا من يتمنى
          أن يتخلص من الدار ويخرج منها ولايعود لها مجددا ,وأنا ذكرت لكم قصة وعد التي تزوجت ومازالت
          على تواصل معنا وتزور الدار هي وغيرها وأيضا في المقابل إحدى البنات تزوجت وقالت لن أعود
          لكم وفعلا لم تعود إلينا لكن كنا نتوقع منها ذلك خاصة أنها كانت لها أسرة صديقة وطبعا هي
          شادة الظهر فيهم وماتحس إنها وحيدة أو محتاجة لأحد في الدار وأعتقد إنها اندمجت مع أسرتها
          الصديقة وأقاربهم , كانت فيه أم دايما تقول للي يتكبرون عشان عندهم أسر صديقة إنه أسركم
          الصديقة ممكن يتخلون عنكم بيوم لكن الدار هي بيتكم الحقيقي وعيال وبنات الدار هم اسرتكم
          الحقيقية اللي لا يمكن تتخلى عنكم وفعلا كثير أسرهم الصديقة تركتهم وانقطعت عن زيارتهم
          وعرفوا إنه مالهم أحد بعد الله غير الدار وأخوانهم اللي بالدار ...


          ------------------------------------------------------------


          اقتباس:
          أعلم أن من أبناء الدار كما أسلفتي وصلوا إلى مناصب عاليه ,,

          لكن هل نسبتهم قله قليله او 50 بالمائه ممن يخرجون من الدار أو 90 بالمائه .. وماهي الاسباب ؟


          ليس لدي إحصائية دقيقة لكن أغلب من اندمج في المجتمع وتولى مناصب ومراتب عالية
          لا أحد يعرف أنه من مجهولي الهوية ويحرصون على إخفاء حقيقتهم لذا الناس لا يعلمون شيئا عنهم ...
          لكن من يفشل أو ينحرف تجد كل الناس يعرفون حقيقته بل يشيرون إلى أن سبب فشله هو كونه بلا أهل ولايخاف من شيء ولا يهمه المجتمع ....





          000000000000000000000


          اقتباس:
          السلام عليكم كيفك يامميزة الهويه؟
          حبيت اسال نفس سوال الاخت انثى لا تتكرر
          ماهو تخصصك في الجامعه؟؟

          تخصصي لغة عربية من جامعة الملك سعود
          منذ صغري وأنا كنت أعشق اللغة العربية والقراءة والكتابة
          ولي محاولات نثرية عديدة .....
          امممممممممم وعلى فكرة ترى الإملاء عندي تمام والنحو أيضا تمام
          بس أحيانا لما أراجع ردودي ألقى عندي أخطاء وأعتقد أنها طباعية
          وللأسف ما أقدر أعدلها لأن أيقونة التعديل تكون غير موجودة من عندي
          فاعذروني على أي خطأ لغوي أو نحوي أو إملائي وتأكدوا أنه ليس مقصودا
          بل سهوا أو طباعة خاصة أني أكتب مباشرة في المنتدى وبسرعة وأرسل
          مشاركاتي دون مراجعة أو قراءة .....



          اقتباس:
          بشرينا شو صار ع الماستر
          هل طلع اسمك فيها ولالا ؟؟
          لانو عندنا طلعت اسماء التخصصات العلمية ..

          لا ماقبلت في الماجستير العادي
          ومعايير القبول كانت جدا فاشلة أصلا هذا إذا كان فيه فعلا معايير القبول
          الغريب إنهم قبلوا ناس مازلت متعجبة من قبولهم ....
          أعتقد أن 90% من المقبولات كانوا بالواسطة
          10% كانوا بمجهودهم
          للأسف لم أقبل ولكني قدمت على نفس التخصص في الماجستير الموازي
          والنتايج باقي ماطلعت بتكون الاختبارات في الفصل الأول في شهر شوال
          والدراسة راح تبدأ الفصل الثاني , ومازال لدي أمل في القبول رغم
          إنه عدد المتقدمات كبير ورغم إن الواسطة مازالت تلعب دورها
          والله يعين ......


          اقتباس:
          طيب اللي فهمتو انو الدار مسهله لكم كل شي ...
          فما يعبرو واسطه لكم . يعني خطاب من الدار حول حالتك فربما يقبلوا في الجامعه
          سؤال اخر
          بالنسبه لكي لو تبي تشتري ملابس وتسوي ستايل جديد وتتابعي الموضه زي مايقولوا
          مين يعطيك فلوس ؟؟؟
          هل يعطوك اللي تبي
          ولا لكي مبلغ معين في السنه او كيف تشتري ؟؟ انا اقصد الان انتى بعمرك هذا مو عمر الطفوله ؟؟

          لا لا يوجد لنا تسهيلات أو استثناءات حتى فيه بعض بنات الدار مادخلوا الجامعة
          لأنه نسبهم ماتؤهلهم لدخول الجامعة ولا لنا أي أفضلية من ناحية القبول أو التوظيف
          الشباب هم فقط اللي تسعى الدور لتوظيفهم ولكن حسب شهاداتهم يعني واحد شهادته
          كفاءة ممكن يحطونه سيكورتي ....
          بالنسبة للشراء فنحن من نشتري ونختار ملابسنا ونذهب للأسواق الكبيرة والماركات المعروفة
          ونشتري اللي يعجبنا ومحد يفرض علينا شيء لا من ناحية السعر ولا الاختيار ...
          ممكن نزلة وحدة للسوق نصرف فيها 4000 ريال وممكن نصرف أقل بكثير يعني حسب
          الاحتياجات والشراء ....
          كل وحدة لها مبلغ شهري غير المبالغ الأخرى المخصصة لملابس الأعياد والمناسبات والحفلات ....





          0000000000000000000


          التربية ليست كل شيء فهناك ربما عوامل وراثية وعوامل أخرى نفسية لها أثر بالغ
          في تكوين الشخصياتوالسلوك العام , ففي الدار كنا نعيش في نفس المكان وأحيانا
          في نفس الأسرة تحت رعاية أم واحدة ونتناول نفس الطعام ونلبس نفس الملابس
          ونخرج لنفس الأماكن وندرس في نفس المدارس ومع هذا يختلف سلوكنا وتختلف شخصياتنا
          فهناك من يتصف بالأنانية وهناك من يتصف بالإيثار , هناك من يتصف بالكذب وهناك من يتصف بالصدق
          هناك من يحافظ على الصلاة بل يبادر بها دون أن يجبره أحد وهناك من لا يصلي إلا بعد أن يؤمر بها
          هناك من يسرق وهناك من يتصف بالأمانة وأي شيء يجده لا يفكر بأخذه ويعطيه المسؤولين....
          كان هنالك عدد من الطلاب في مدرسة واحدة أحدهم معروف بالسرقة والآخر معروف بالأمانة
          في يوم من الأيام الطالب الأمين وجد قلما على الأرض فأسرع به إلى مدير المدرسة وكرمه وأعطاه وسام
          الأمانة وعلق ذلك الوسام في الدار والطالب المعروف بالسرقة كان شديد الغيرة وحين رأى كل ذلك
          الاحتفاء بالطالب الأمين قرر أن يكون مثله , وفي اليوم التالي ذهب للمدرسة وأعطى المدير ريالين
          وقال وجدتها في فناء المدرسة لا أذكر إن كان قد حصل على وسام الأمانة أم لا لكن أذكر أن الأم اكتشفت
          أن الريالين التي أعطاها للمدير هي من مصروفه الخاص وأنه كذب وادعى أنه وجدها ساقطة في الفناء فقط كي يحظى على الوسام ....
          المهم أن طباع وصفات وسلوك أبناء وبنات الدور تختلف من شخص لآخر مما يدل بل يؤكد أنه ليست التربية
          هي وحدها من تحدد شخصياتنا وسلوكنا ....
          وزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز الإشراف الاجتماعي تسعى لأن تحقق لنا الأفضل فهي تخصص ميزانية كبيرة
          جدا للدور وتوفر العلاج والغذاء الصحي تحت إشراف أخصائيات تغذية وتوفر الملابس من جميع الماركات وكل شيء
          وأعتقد أنها تبذل كل مابوسعها لكن برغم كل ماتبذله يبقى هنالك فراغا لا يمكن ملؤه وهو الفراغ العاطفي
          والأسري والاحتياج النفسي الذي لا تستطيع توفيره , رغم أن الأمهات يظلون معنا لساعات طويل تصل لـ 12
          ساعة في اليوم وبالتناوب ورغم أنها تقسمنا لأسر لكن مهما كان يبقى هناك شيئا لا يمكن تعويضه
          وفراغا لا يمكن سده , فأحيانا ما إن نتعلق بالأم ونشعر لها بالارتياح إلا ونفاجأ بقرار نقلها أو تغيير أسرتها
          أو حتى فصلها , وأحيانا لا نجد بيننا وبين الأم التي تتولى رعايتنا أي شعور أو محبة ....



          إحدى الأمهات كانت تعاملنا بقسوة وجفاء وتضربنا حين نخطيء رغم أن الضرب
          ممنوع وأيضا يمنع أن تعاقب الأم الأبناء من تلقاء نفسها دون الرجوع للأخصائية
          التي بدورها تحدد حجم المشكلة ونوع العقاب , والضرب لا يدخل من ضمن العقاب
          ومع هذا لا أحد يتقيد بالأنظمة , المهم أن تلك الم اشتهرت بالقسوة والقوة حتى إن الإدارة
          أصبحوا يشكون فيها لكنهم لم يجدوا ضدها أي دليل وحاولوا استدراجنا ليعرفوا إن كانت تضربنا
          أو لا ولكننا لم نخبرهم بذلك خوفا منها وخوفا عليها أيضا فهي حين تعلم بأننا أخبرناهم عن ضربها لنا
          ربما تضاعف الضرب وتسوء أكثر وأيضا ربما يتم فصلها ونحن لا نود فصلها وكانت في مرات كثيرة تسألنا
          قائلة " تبغون تعلمون علي إني أضربكم ؟؟تبغونهم يفصلوني ؟؟ ويصير ماعندكم أم ؟؟؟ ونجيبها نحن لا لا
          لذا لم نخبر الإدارة عن ضربها لنا , وحاولوا بشتى الطرق أن يمسكوا ضدها أي دليل ولم يستطيعوا
          فكانوا يباغتونها في الدخول فجأة لعلهم يجدونها تضرب أحدنا وللأسف في كل مرة يدخلون فيها
          فجأة يجدونها إما تلعب معنا أو تأكل معنا أو تشاهد التلفزيون معنا , وفي أحد الأيام غضب أحد إخوتي
          منها لأنها ضربته حين كسر الأبجورة وجعلته ينام مبكرا عقابا له وفي اليوم التالي وحين عدنا من المدرسة
          انطلق مسرعا للإدارة وقال لهم ماما ضربتني بقوة بالعقال واشتكى عليها, وسألوه الإدارة
          من رآها وهي تضربك فقال كل إخوتي وطبعا للتأكد من الأمر قاموا باستدعائنا جميعا وسألونا إن كانت ضربته
          أم لا وعن سبب الضرب وكلنا أنكرنا أنها ضربته وقلنا لم تضربه ولم نراها وهي تضربه , وهنا إحدى الأخصائيات
          طفح كيلها من تلك الأم التي لم تستطع أن تجد دليلا يدينها , كانت الأم ذكية جدا تعرف كيف تكسبنا
          وتعرف كيف تحمي نفسها ولا تعطي أحدا الفرصة للنيل منها مرت سنوات والأم في الدار
          والأخصائيات والمراقبات والإدارة يسعون للبحث عن دليل يدينها , بعد عدة سنوات استقالت تلك الأم
          برغبتها وفرح الكل باستقالتها وبعد استقالتها أفشى كثير من أبنائها الأسرار التي احتفظوا بها طويلا
          اعترفوا للإدارة والأخصائيات أن تلك الأم كانت تعاملهم بقسوة وتضربهم دون رحمة وذكروا أنواع العقوبات
          التي تعرضوا لها , لكن متى بعد فوات الآوان ...
          نشروا كل تلك الأسرار بعد أن رحلت الأم لا أدري إن كانت خيانة منهم أم لا ؟؟؟
          لكن كل تلك الاعترافات لم تفدهم لأنها جاءت متأخرة جدا , زاد حنق الأخصائيات فهم لا يملكون


          صلاحية مطاردتها خارج الدار وعقابها ولا يستطيعون فعل شيء سوى توبيخنا لأننا التزمنا الصمت
          حين كان باستطاعتهم اتخاذ الإجراء المناسب , واشتكينا حين لم يكن باستطاعتهم فعل شيء ....



          تعليق


          • حجم الخط
            #20
            رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

            هذا كله لاجلك ابو سلطان
            شرفني مرورك

            تحياتي

            تعليق


            • حجم الخط
              #21
              رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

              الوحيد

              ماقصرت الله يعافيك واذا كان فيه اكمال للموضوع اكمل عافاك الرحمن

              تعليق


              • حجم الخط
                #22
                رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

                اخوي عيسى

                الى هنا واكتملت القصة من ايميلي

                ولااعلم اذا لها تكملة ولم تصلني على الايميلي

                ولكن كل ماوصلني نقلته هنا


                تحياتي


                اخوك

                بندر

                تعليق


                • حجم الخط
                  #23
                  رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

                  مشكور اخوي الوحيد ماقصرت
                  نثبت القصه بعضآ من الوقت

                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #24
                    رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

                    يعطيك العافية اخوي ابو سلطان

                    الف شكر على التثبيت

                    جزيت الجنة يالغالي

                    اخوك بندر

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #25
                      رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

                      كم هو موجع أن يشعر الإنسان أنّه مجرد خطيئة كبرت
                      قصه تبكي من كان قلبه حجر
                      الحمد لله نحن نعيش بين اسرنا وقد لاندرك مدى النعم المحيطه بنا

                      جزاك الله خير الجزاء ع النقل

                      ” اللّهٌمْ أجْمَعْ قٌلوّبنَا عَلى طَاعَتگ وَ إجْمَعْ نٌفٌوسَنَا عَلىِ خَشّيتگ

                      وَ أجْمَعْ أرْواحَنا في جَنَتگ “

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #26
                        رد: لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور في دار الأيتام لن تتمالكوا دموعكم

                        اختي الفاضلة مجرد انسانه
                        الف شكر لمرورك العطر


                        اخوك
                        بندر

                        تعليق

                        Loading...


                        يعمل...
                        X